سعد الدوسري
كفاية تفتيش يا ناس، كفاية يا بشر! هذا هو لسان حال منسوبات جامعات البنات اللواتي يتعرضن لتفتيش هواتفهن المحمولة، وكأنهن يأتين إلى الجامعة لكي يتداولن المقاطع والصور، أو كأنهن ينتظرن مجيئهن للجامعة لكي تقوم كل واحدة منهن، بعرض محتويات هاتفها للآخريات، أو كأن تقنية التداول والعرض لا تتوفر لديهن في بيوتهن، بل في الجامعات فقط!
إن استمرار مسؤولي ومسؤولات الجامعات في التعامل مع الطلبة والطالبات والمنسوبين والمنسوبات، على أساس أنهم سجناء وسجينات، يكشف إلى أي مدى نحن بحاجة إلى تغيير جذري في صناعة التعليم. هل يعقل أن يُترك مسؤول أو مسؤولة في جامعة، على هواه، يمارس كل منهما أمراضه النفسية على الآخرين، من تفتيش وتعالي وصراخ، لمجرد أنه على علاقة وثيقة مع مدير الجامعة، أو لأنه ممثل محترف بأنه ملتزم بالحدود الشرعية؟! لقد طفح كيل المنتمين للمؤسسة التعليمية من هؤلاء الديناصورات، وعلى مدراء الجامعات، الوقوف بحزم أمام آليات التعامل المباشر مع الطلبة والطالبات، وأن يعطوها الوقت الكافي للمراجعة، فهي أهم بكثير من ديكورات مكاتبهم، وموديلات سياراتهم، وأجنحة فنادق انتداباتهم، والمساحات الصحفية لأخبارهم!