مها محمد الشريف
ثمة وقائع ومآسٍ دولية حفرت في جبين الزمن، وكتبت نصوصها بدماء الشعوب، ولايمكن لذاكرة التاريخ أن تنساها، أو أن تنسى الأيدي التي قبضت على أدوات الموت وارتكبتها، والعراق بلد الحضارة العربية والتاريخ والاقتصاد ابتلي بجار سوء لا تؤمن بوائقه، اسمه إيران.. أربعين عاماً من الأذى، بقي بعدها العراق دولاً من الميليشات المتناحرة التي تتغذى على على فكر ملالي طهران..
وبعد دمار الحرب ينتهي زمن الشيطان والملالي وتبدأ حياة الأمة ويقظتها وحماية وجودها من الدخلاء والمخربين والعابثين في بلاد النهرين، وحينما تنادى محبو العراق لإعادة روحه وحركة دمه في جسده المنهك اقتصادياً لم تسمع إيران النداء وصمت أذنيها عن سماع حديث المجتمعين ليس إلا أنها لاتريد للعراق إعماراً وحريةً وعودةً إلى كيانه السياسي وهويته العربية وروحه الإسلامية النقية وإنما تريده شيعاً متناحرة..
تمدها بأدوات القتل والفرقة وتعميق الهوة بين العراق وأشقائه وهذه الصورة السوداء لليد الإيرانية في العراق تجعل الكثير من أهلنا في العراق يرفضون العلاقة مع طهران حتى لو ادعت أنها تريد الخير وينادون بكف يدها وخروجها من العراق كله وأهله وأشقاؤه قادرون على إعادة وقوفه على أرجله واستئنافه للحياة والأمن والسلام..
أما وقد بلغنا هذه المرحلة من الدعم لدولة عربية شقيقة. فليعلم العالم أننا بلغنا جزءًا من البداية منذ أن دعت الكويت الدول للمشاركة في أعمال هذا المؤتمر الدولي، وبالتالي تتهيأ قيمة الاتفاق والترتيب وأهميته حيث سيشارك (74) منظمة إقليمية ودولية بالإضافة إلى (1850) شركة عالمية، تقدمت رسمياً للمشاركة في المؤتمر استعدادا للمساهمة في الإعمار.
وبذلك تستطيع الدول المشاركة في الإعمار اختيار الوسائل الملائمة إذا سادت الغايات المقصودة، وتعتبر استضافة دولة الكويت مؤتمر المانحين المخصص لإعادة إعمار العراق الذي استمر 3 أيام يعكس دورها في المنطقة وأهمية أمنها الحدودي مع دول الجوار، وقُدرت حجم كلفة إعمار بغداد 22 مليار دولار، والعراق ككل يحتاج إلى 88.2 مليار دولار لتنفيذ مشاريع إعادة الإعمار بعد تحرير المناطق من براثن داعش وعصابات إيران الإرهابيتين التي شهدت دمارا كبيرا خلال الحرب..
وأن الانعكاسات الممائلة للأوضاع الحالية جعلت كلاً من الإمارات والسعودية والكويت تقدم مساعدات مالية مهمة مساهمة منها في الجهد الدولي لإعادة إعمار العراق، ودعمٍ واضح لاستكمال خطوات السلام والتي تشهد مراحلها الأخيرة في حرب البلاد على تنظيم داعش المتطرف أملاً في القضاء عليه.