د. عبدالرحمن الشلاش
عدت للتو من القاهرة بعد أن حضرت المؤتمر الدولي العاشر للمركز القومي للتعليم والتنمية بعنوان «القدرة التنافسية للجامعات العربية في مجتمع المعرفة - الواقع واتجاهات المستقبل». واضح من العنوان أن هناك تخوفًا كبيرًا من المهتمين بأمور التعليم الجامعي من الواقع الحالي للجامعات العربية وخصوصًا من وضع تراتيب الجامعات العربية في قوائم تصنيف الجامعات العالمية حيث تحتل الجامعات العربية مراكز متأخرة جدًا لا تليق بها، ورغم أن هناك من يرى في معايير تلك التصنيفات مثل تصنيف «شنغهاي» وغيره عدم دقة أو محاباة أو تجني إلا أن الواقع يؤكد أن وضع الجامعات العربية يحتاج لعمل كبير جدًا كي يصل لمستوى طموحات المجتمعات العربية!
في المؤتمر كانت الفرصة متاحة للنقاش حول الواقع الراهن وتطلعات المستقبل من خلال 67 دراسة وبحثًا وورقة عمل تركزت حول هوية الجامعات، وآفاق البحث العلمي، ومستقبل الجامعات في عصر المعلوماتية، واقتصاد المعرفة، والمزايا التنافسية، وآليات تحقيق القدرة التنافسية، وتوظيف التقنيات الحديثة، وحاضنات الأعمال التكنولوجية ودورها في دعم استثمار الابتكارات العلمية، وحدائق التكنولوجيا كمدخل لتطوير التعليم الجامعي، ورؤى مقترحة لتطوير المقررات الجامعية بما يواكب المتغيرات، والقيادة الإستراتيجية ودورها في تحقيق الميزة التنافسية، وواقع التعليم الإلكتروني واستشراف مستقبله، وحوكمة مؤسسات التعليم العالي، ومتطلبات تحول الجامعات إلى جامعات عالمية، ودور رأس المال الفكري في تفعيل إدارة المعرفة، والجودة والاعتماد الأكاديمي، والتخطيط الإستراتيجي والتدريب والتكنولوجيا الرقمية.
النقاشات التي تمت أفضت إلى بعض التوصيات من أجل العبور بجامعاتنا العربية لواقع أفضل بوضعها في مسارها الصحيح، لكن علينا أن ندرك بأن هذا الأمر يحتاج لجهد تكاملي مشترك لمواجهة التهديدات المتمثلة في قوة الجامعات المنافسة في الغرب والشرق وندرة الموارد المادية على وجه التحديد حيث تصل في بعض الدول لمستويات متدنية جدا، وارتفاع كلفة تعليم بجودة أقل، وضعف الميزانيات المخصصة للبحث العلمي، والتركيز على التخصصات النظرية في حين أن أكثر الجامعات العالمية بدأت بالتحول لتقنيات ووسائل حديثة. وتخصصات تلبي متطلبات سوق العمل المتغيرة والمتجددة.