عثمان أبوبكر مالي
تسارع كبير تشهده ملاعب وساحات وميادين الرياضة في المملكة التي تستقبل يومًا بعد آخر مناشط رياضية محلية وسباقات عالمية و(مجتمعية) وبطولات دولية (مستحدثة) تقيمها الاتحادات الرياضية بتوجيه وإشراف الهيئة العامة للرياضة، ودعم مباشر من معالي المستشار رئيس الهيئة (شخصياً).
قبل وقت قريب جدًا نظمت واستضافت المملكة عددًا من البطولات العالمية في ألعاب مختلفة، مثل البطولة العالمية للشطرنج، وبطولة العالم للسيارات، وبطولة الاسكواش الدولية، وبطولة الرياضات اللا سلكية، وستستضيف لاحقًا بطولات دولية وعالمية أخرى تم إقرارها، مثل (بطولة الأبطال لكرة الطائرة على كأس الملك سلمان) وستقام في جدة بمشاركة عدد من المنتخبات العالمية، ذات التاريخ الكبير في اللعبة، والبطولة الدولية للخيل (تم استحداثها) وتحمل مسمى بطولة الملك عبدالعزيز وستقام في المملكة (مهد الخيل)، وأيضًا استضافة نهائي بطولة السوبر للملاكمة على كأس (محمد علي كلاي) في شهر مايو المقبل.
هذا التسارع الكبير في البطولات والمسابقات المختلفة يهدف إلى زيادة انتشار الرياضة وتنوعها، وتوسيع قاعدة الاهتمام بها، وإخراج المجتمع من مجرد المتابعة إلى الممارسة والمشاركة الفعلية، من خلال رياضات بسيطة ومهمة وأنشطة (مجتمعية) هادفة، على غرار سباق (ماراثون الرياض الدولي) الذي سيقام في العاصمة يوم السبت المقبل، بجوائز ضخمة وغير مسبوقة للفائزين، وجوائز (خاصة) للسعوديين المشاركين، وبطولة البلوت القادمة، التي أصبحت حديث المجتمع، وهي تعد (لعبة الورق) الشعبية الأولى.
التسارع الكبير وتتابع البطولات والأنشطة الرياضية، سيزيد حتماً من الشعور بقيمة الرياضة وفوائدها، ويخرجها من دائرة المتابعة والمشاهدة، والممارسة القليلة والضعيفة من قبل أفراد المجتمع، إلى نطاق الممارسة الفعلية الواسعة والمنظمة، والمحفزة لخلق مجتمع منتج، فالإنسان الرياضي حيوي واجتماعي وهو دومًا قادر على تطوير ذاته وتكييف عطائه ورفع كفاءته وإنتاجه، وأكثر تجاوبًا مع معطيات وتوجهات (الرياضة المجتمعية) التي ننتظر أن تكون أكثر انتشاراً ومساحة وحضورًا في الفترة المقبلة بعد أن أصبح لها اتحاد خاص.
استحداث وتنظيم واستضافة البطولات، لا يكفي للانتشار وتحقيق الأهداف، فهناك مطلب لا يقل أهمية هو (تجهيز وتهيئة المواقع والمساحات) التي تمارس فيها الأنشطة والألعاب والبرامج، وتكون (عامة) وفي متناول الناس وقريبة منهم، بحيث لا يحتاج من يرغب الممارسة إلى البحث والسعي إليها، وإنما تكون بجانبه أو قريبة منه، والوصول لذلك ممكن ومتاح جداً، فكثير من مدننا انتشر فيها من قبل (الساحات الشعبية) التي كانت مشروعًا وطنيًا، اهتمت بها وأنشأت أمانات وبلديات المدن (وفق تعليمات عليا) العديد منها، في مناطق مختلفة، ثم تركت من غير تطوير أو رعاية، فأصبح الكثير منها مهملاً، وتحولت إلى مساحات جرداء لا تشجع ولا يستفاد منها.
أود هنا أن ألفت نظر هيئة الرياضة إليها، وليتها تضع يدها عليها بالتعاون مع البلديات فتعيد تهيئتها وتجهيزها وتطويرها لتكون للشباب وكل أفراد المجتمع (ساحات إنتاج رياضية) صحية وحقيقية.
كلام مشفر
«تحقيق الهدف الكبير من التسارع الرياضي سيقود إلى جعل شعار (الرياضة للجميع) المرفوع منذ زمن طويل، حقيقة ماثلة، والانطلاق لذلك سيكبر ويزداد من خلال (الساحات الشعبية) إذا حولت وأصبحت بالفعل مساحات متاحة وقريبة ومهيأة.
« تنشيط الساحات الشعبية يمكن أن يكون ترفيهيًا وصحيًا في نفس الوقت، ويساعد في تحويل الرياضة إلى (عادة سلوكية) في المجتمع ولدى الإنسان السعودي من خلال المشاركة في المسابقات (غير التنافسية) فيتعود المجتمع بأسره على ممارسة الرياضة من أجل الإحساس بالمتعة ومن أجل الرشاقة والصحة
« تحول الساحات الشعبية إلى رعاية الشباب، وجعلها تحت تصرفها يختصر الوقت والجهد وأيضًا التكاليف المادية المطلوبة لبعض الرياضات المجتمعية التي يمكن تحويلها إلى أنشطة ومشاركات الساحات وبرامجها المنظمة و(المبرمجة) أيضًا.
« من الساحات الشعبية يمكن استكشاف العديد من المواهب الرياضية وأيضًا أصحاب القدرات الإدارية والتنظيمية في كل ساحة (كل حي) والاستفادة منهم في الأعمال (التطوعية) الرياضية، فرغم حاجة الرياضة للمتطوعين وكثرتهم، إلا أنهم أقل تنظيمًا وبالتالي أقل حضورًا.
« سباق (ماراثون الرياض الدولي) الذي يقام السبت المقبل والمفتوح لجميع الأعمار (بثلاث فئات محترفين وهواة ومتعة) محفزة جدًا جوائزه الضخمة غير المسبوقة للفائزين، وخاصة جوائزه (الخاصة) للسعوديين المشاركين الذين سيحققون المركز الأول (في الفئة التي يشاركون فيها) النجاح الكبير والمنتظر للسباق والإقبال عليه، حتمًا سيكون محفزًا ليجوب مناطق ومدن المملكة وهو أكثر تطويرًا (وتخصيصًا).