د.عبدالعزيز الجار الله
تعيش أوروبا في أزمة لاجئين كبرى منذ أن مررت كذبة الفوضى الخلاقة وربيع العرب الكاذب، الذي حاولت أوروبا استثماره فتورطت بمستنقعه.
اللجوء الأول: لم يكن للعرب لاجئون سوى ما نتج عنه احتلال فلسطين من قبل إسرائيل عام 1948م وتحول الوطن العربي إلى حيّز استيعابي لعدد (6) مليون لاجئ فلسطيني وأكبر هذه المخيمات في: الأردن وسوريا والعراق ولبنان ومصر نتيجة قربها من فلسطين ولأن أيام العودة اعتقدوا أنها قريبة، ثم ابتعدت المسافة لتصل مدن انتظار العودة في السعودية والخليج واليمن والمغرب العربي، وزادت المسافة بعدا لتصل إلى أوروبا.
اللجوء الثاني: ما يجري منذ عام الألفين وماتلاه للفلسطينيين من تهجير ولجوء كما حدث لهم تماما بعد نكبة 48م، حيث تعرضوا لحروب إسرائيلية في الضفة الغربية وقطاع غزة والحصار الشديد لهم بعد أحداث 11 سبتمبر 2001م حيث استغلت إسرائيل الغضب الأمريكي على العرب والمسلمين فشددت القوانين والحصار على غزة والضفة بالإجراءات والحروب ممازاد في أعداد اللاجئين.
اللجوء الثالث: وهو أخطرها وأكبرها على أوروبا فهذه المرة انهارت دول ومخيمات الإيواء واللجوء بالوطن العربي، بعد الربيع العربي 2010م الذي كانت تؤيده دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا وروسيا، فتزامنت معها هجرات لجوء ثلاث إلى الاتحاد الأوروبي هي:
- انهيار دول الربيع العربي: العراق وسوريا وليبيا واليمن التي كانت تأوي العديد من مخيمات الفلسطينيين فانطلقت هجرات من الفلسطينيين ومن العرب التي انهارت دولهم إلى أوروبا.
- زيادة هجرات اللجوء من جنوب ووسط آسيا بسبب الحروب والفقر نتيجة التحولات بعد تفكك الاتحاد السوفيتي السابق في أوائل التسعينات وحروب أفغانستان فدخلت الهجرات أوروبا من الشرق والجنوب الأوروبي.
- هجرات اللجوء من القارة الأفريقية من شرقي ووسط إفريقيا، بعد الربيع العربي وانهيار ليبيا انكسر حاجز دول الشمال الإفريقي على الأقل الضلع الليبي واندفعت أفواج الهجرات عبر البحر الأبيض المتوسط إلى أوروبا.
كان اللجوء الثالث مختلطاً من وسط آسيا وغربها وأفريقيا هجرات مكثفة لا تستوعبها أوروبا لأنها تأتي من ثلاث محاور: عبر القوقاز، والممر التركي، والشمال الأفريقي (ليبيا)، وإذا لا يعمل الاتحاد الأوروبي على وقف الهجرات بمساعدة دول الجنوب وشرقي المتوسط ستتحول أوروبا إلى قارة مهاجرين ويصبح فيها الأوروبيون أقلية.