عروبة المنيف
عند سماعي بتدشين القمة العالمية للحكوميات التي انطلقت منذ عدة أيام في مدينة دبي تملكني الحماس لمتابعة فعالياتها وعلى الهواء مباشرة، حيث يحضرها رؤساء دول ووزراء ونواب وشخصيات عالمية من القطاعين الحكومي والخاص وتنعقد فعالياتها في 120 جلسة تفاعلية يشارك فيها أكثر من 130 متحدثاً. وبقدرحماسي لوهج القمة، اعتراني الفضول لمعرفة من سيفوز هذه السنة بلقب أفضل وزير بالعالم، كأحد الفعاليات التي تنظم كل عام وفي نفس التوقيت، ويعلن فيها عن اختيار أفضل وزير من ضمن ثمانية مرشحين لذلك اللقب، وتمنح الجائزة للوزراء الذي كان لهم دور قيادي في تنفيذ مشاريع حكومية ناجحة حققت نتائج إيجابية ملموسة على حياة المواطنين. ولا أخفيكم بأن حب الاستطلاع كان قد تملكني وقتها لمعرفة معايير التقييم لاختيار الوزير الأفضل، فالجائزة ليست مجرد تكريم لتجربة وزير، بل هي فرصة لحكومات أخرى من أجل الاستفادة من تلك التجربة بهدف تبادل المعرفة وإلهام الحكومات الأخرى لتنفيذ مشاريع مبتكرة وصالحة للتطبيق. ولقد لزمت الشاشة الفضية في وقت البث المباشر، كما الكثيرين ممن يجلسون أمام الشاشات متسمرين لحضور مسابقة ملكة جمال العالم!، تسمرت أنا أمام الشاشة لحضور فعالية أفضل وزير بالعالم.
لا أخفيكم فرحتي عندما تم الإعلان عن فوز إمرأة «كأفضل وزير بالعالم»، إنها وزيرة المال الأندونيسية «سيري مولياني أندراواتي»، التي تسلمت الجائزة من حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد، نظراً لإنجازاتها المتميزة والمتمثلة بخفض ديون حكومتها للنصف وتحقيق أعلى مستوى للاحتياطي المقدر بـ 50 مليار دولار وتقليلها للفوارق بين الدخول وخلقها فرص عمل بأعداد لم ينجح أي وزير سابق فيها، بالإضافة إلى تجربتها الرائدة في الإعفاء الضريبي والتي توصف بأنها الأنجح من نوعها بين تجارب العالم. ولقد كانت الفرحة مضاعفة، لأنها ليست المرة الأولى التي تفوز فيها إمرأة بذلك اللقب، ففي العام السابق 2017 وفي ذات المنتدى حصلت وزيرة وإمرأة أيضاً على ذات اللقب، إنها وزيرة الصحة السنغالية «أوا ماري كول سيك» التي أتاحت خدمة صحية عامة جيدة لكل مواطن سنغالي ولدورها الفاعل في مكافحة مرض الإيبولا ولوضعها برامج مكثفة لرفع وعي المواطنين والزائرين للتصدي لذلك المرض الخطير.
تلك النماذج النسائية المشرفة التي تقدمت على وزراء رجال في العالم وفزن باللقب لسنتين متتاليتين، أمر لا يدعو للغرابة، فالعالم مليء بالقامات النسائية القيادية التي تركت أثراً عظيماً على مجتمعاتها وعلى العالم بأسره. ولا يخفى على الجميع التميز النسائي على المستوى المحلي، فقد أبدعن السعوديات في مناصبهن التي تقلدنها نظراً لتمتعهن بقدرات مهنية عالية تفوقن فيها على الرجال، فلماذا لا نمنحهن الفرصة لدخول مجلس الوزراء، وتكليفهن بحمل الحقائب الوزارية، ولا سيما أن الرؤيا تؤكد على تمكين النساء للقيام بدورهن في دفع عجلة التنمية الوطنية المستدامة. لقد حققت المرأة السعودية إنجازات كانت منذ زمن ليس ببعيد تعتبرها حلماً حتى أصبحت حقيقة بفضل حكمة قادتها وبعد بصيرتهم، ونتطلع في يوم ما أن ترتقي وزيرة سعودية منصة ذلك المنتدى لتتسلم جائزة أفضل وزير. وغداً لناظره قريب.