سمر المقرن
هناك ملايين من المسلمين يتمنون ولو ساعة واحدة يقضونها في الحرم المكي، وهناك من يعيش كلّ عمره يجمع الأموال ليتمكّن من زيارة بيت الله الحرام. ولا أخفيكم عندما وصلتني صورة على الواتس أب لعدد من النساء يلعبن السيكونس في باحة الحرم المكي لم أصدقها، وكنت واثقة من أنها صورة مفبركة، فلا يمكن لإنسان أن يكون بجانب الحرم المكي ويتصرّف مثل هذه التصرفات، ليس لقدسية المكان فقط، بل لأن من يتواجد هناك يتمنى أن يمتد به الزمن ليقضي أطول مدة ممكنة في التواصل مع الله -عز وجل- في أقرب بقاع الأرض له. لم أصدق الصورة وحذفتها مباشرة من جهازي الجوال، إلى أن قرأت في اليوم التالي في الصحف المحلية تصريحات من إدارة التوجيه والإرشاد في الرئاسة العامة لشؤون الحرمين، تؤكد على صحّة الصورة، وتوضح الإجراءات التي حدثت مع هؤلاء النساء. القضية كما أراها ليست في الموقف وحده، بل في أي موقف يُمكن من خلاله أن نقرأ وجود حالة لامبالاة قد تصل إلى المرحلة التي تجرح فيها مشاعر وأحاسيس ملايين المسلمين ممن قد يروا هذا المشهد وهم يعيشون أمنية حياتهم أن تطأ أقدامهم هذه البقعة! أن نرى في هذا المشهد وغيره التصرفات التي لا تهتم بالآخرين ولا تخجل لا من الله -عز وجل- ولا من عباده، ولا وجود لأي مساحة من التفكير بالنتائج المترتبة على هذا السلوك وغيره عندما يحدث في مكان عام، بل وفي ساحة بيت الله الحرام!
يعتبر علماء النفس والأطباء النفسيين أن (اللامبالاة) مرض نفسي نتيجة لأمراض عضوية مختلفة ومتنوعة، ووضع الطب لها الكثير من العلاجات التي تساعد في العلاج العضوي وبالتالي تعالج هذا المرض النفسي، وفي رأيي الشخصي، أنه من الصعب أخذ كل شخص مصاب بمرض اللامبالاة وفحصه وعلاجه، بينما من السهل جداً وضع قوانين وأنظمة تُعاقب على مثل هذه الأفعال، وهي بنظري العلاج الأسرع لهذه الفئة من البشر.
احترام الذوق العام بدءاً من أبسط السلوكيات إلى أكبرها، تُحتم علينا توعية وثقافة بالإضافة إلى قوانين تساهم في رفع مدارك من يجهلها!