سعد بن عبدالقادر القويعي
تلعب إيران في إطار احتياجها إلى تصدير ثورتها الشيطانية المزعومة، والتي نشأت من إلغاء إنسانية الحياة، وتعميم سلطة الفكرة، والانتماء؛ لتستحق عن جدارة لقب «الراعية الكبرى للإرهاب الدولي»، وهو مجرد توصيف راهن لأحداث متراكمة - خلال أربعة عقود من الزمن - خلت؛ فنشرت الفتن، والقلاقل، والاضطرابات في دول المنطقة؛ بهدف زعزعة أمنها، واستقرارها، والضرب بعرض الحائط بكافة القوانين، والاتفاقات، والمعاهدات الدولية، والمبادئ الأخلاقية، كما انتهكت حقوق الأقليات، بما فيهم عرب الأحواز، والأكراد، والبلوش، وغيرهم من الأعراق، والمذاهب، والتي تمنعهم من ممارسة حقوقهم، بل وترسخ الفقر، والجوع ضمن سياسة إخضاع شعبها.
كل الأدلة تؤكد بما لا يقبل مجالا للشك، بأن نظام الملالي، ومنذ توليه الحكم شهد انعطافة كبرى منحدراً إلى قيعان عميقة بعد 11/2/1979م؛ كونه الراعي الأول للإرهاب، ومموله في كل أنحاء العالم. وهذا النوع من الإرهاب هو أخطر من غيره، - سواء - كان إرهاب تنظيمات مسلحة، أو إرهاب الأعمال الفردية؛ لإمكانية الزج بالمنطقة في صراعات جديدة، وتوريطها في سباق تسلح قادم، وذلك ما يجعلها أكثر المناطق اضطراباً في العالم. ثم إن تصنيف إيران كدولة راعية للإرهاب، وكدولة ترفض التعاون مع جهود المجتمع الدولي لمكافحة الإرهاب، يؤكد على صحة قاعدة: «أينما وجد الإرهاب وجدت إيران، وأينما وجدت إيران وجد الإرهاب»، وذلك - بدءا - من حزب الله في لبنان، وسوريا، إلى الحوثيين في اليمن، - ووصولا - إلى الجماعات، والخلايا الإرهابية في كل من البحرين، والعراق، وسوريا، والسعودية، والكويت، وغيرها من الدول - العربية والإسلامية -، - إضافة - إلى امتدادها إلى مناطق أخرى في العالم، كقارات أفريقيا، وآسيا، وأمريكا اللاتينية.
اليوم، تشكل إيران بكل حلقاتها المستوردة، والمبتكرة - محليا ودوليا - تهديدا مباشرا للاستقرار العراقي، وذلك من خلال توفير الأسلحة، والأموال للميليشيات الشيعية الإرهابية، وهو ما حذر منه وزير الخارجية السعودي - الأستاذ - عادل الجبير، من أن «التدخلات الإيرانية في العراق تشكل خطرا عليه، وعلى وحدته، واستقراره، وأمنه»، ويؤكده - أيضا - ماثيو ليفيت، وهو زميل «فرومر- ويكسلر»، ومدير برنامج «ستاين» للاستخبارات، ومكافحة الإرهاب في معهد واشنطن، عندما وصف المشهد، بقوله: «ونظراً لدعم إيران المستمر للإرهاب، وعدم الاستقرار الإقليمي، وإصرار الإدارة الأمريكية المتكرر على أنها ستحاسب طهران بشدة على هذه القضايا بالذات، فإن الذكرى السنوية الأولى لخطة العمل المشتركة الشاملة، توفر لواشنطن فرصة مثالية؛ لإعادة تقييم السلوك السيء لذلك النظام، واتخاذ خطوات لمحاسبته».