فهد بن جليد
لا نريد أن تتوقف وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عن القيام بدورها المهم والكبير وخطواتها الجريئة المُتتابعة في سَعودة وظائف القطاع الخاص، طالما أنَّ هناك شاباً سعودياً عاطلاً، وتوجد فرصة عمل تستحق التوطين، ولكن مع تسارع خطوات قصر الوظائف على السعوديين في الكثير من القطاعات، والتغيير الكبير الذي يشهده القطاع الخاص- في هذه المعركة العادلة والوطنية التي تقودها الوزارة - هل من الأفضل مواصلة الركض في سعودة المزيد من الوظائف والمهن بشكل متواصل وسريع، أم أنَّ التريث قليلاً ومحاولة التقاط الأنفاس سيفيدنا أكثر؟ لتأكيد المكاسب التي حققناها وتعزيزها، بحملات التفتيش الصارمة والشاملة التي تؤكّد الجدية في التطبيق, وتعزّز مفهوم أنَّ السعودة خيار لا رجعة فيها، ومنح السعوديين فرصة أكبر للاستقرار الوظيفي في القطاعات التي اختاروها بدلاً من تعدد وتغيّر الفُرص أمامهم بشكل سريع، مما يسبب الانسحاب من بعض تلك المهن بحثاً عن خيارات أفضل - كحق مشروع - لكل طالب عمل.
في ذات الوقت الذي نطلب وننتظر فيه من وزارة العمل والتنمية الاجتماعية (توطين المزيد من الوظائف والمهن) أمام الشباب السعودي، فإنّني أعتقد أنَّه يجب منحها الفرصة الكافية للقيام بأدوار أخرى لدعم واستقرار السعوديين وتذليل الصعاب أمامهم، حتى تتحقق المواءمة المطلوبة بينهم وبين القطاع الخاص بالتدريب والتفتيش ومنح الحقوق وأداء الواجبات وفق إمكاناتها وقدراتها وطاقاتها البشرية والمادية، لضمان تنفيذ خطط السعودة ( نوعاً) أكثر منها (كماً) باستمرار شغل هذه الوظائف بسعوديين طوال الوقت ونجاحهم في أداء أعمالهم ومهامهم بالشكل المُنتظر والمتوقّع واكتساب الخبرات اللازمة، التي تمنع تسلّل بعض المقيمين من (الشباك الخلفي) للعودة إلى المربع الأول، في وقت ننشغل فيه بالترحيب والتصفيق لمزيد من التوطين في قطاعات أخرى.
توطين الوظائف قرار إستراتيجي ومهمة وطنية وخيار علينا الانحياز له جميعاً - أصحاب العمل والتجار تحديداً - ولا يجب أن تتوقف عجلة التوطين من أجل شبابنا ومستقبلنا ووطننا، وهنا أجدد المُطالبة بوضع خطة عمل موازية ومُلزمة لأصحاب وأرباب العمل، تُحدد فيها آلية انتقال المقيمين الذين فقدوا وظائفهم إلى مهن أخرى حال بقائهم، أو منحهم مهلة مُحددة للمُغادرة بمعرفة الشركة أو صاحب العمل، حتى لا يتحولوا إلى عاطلين جُدد في شوارعنا، وقنابل موقوتة تشكِّل خطراً تحت شعار (البحث عن عمل بديل).
وعلى دروب الخير نلتقي.