عبدالله العجلان
للوقوف على أوضاع اللاعبين المحترفين خارجيا، ولمعرفة سلبيات وايجابيات احترافهم في الفترة الماضية اصدر معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة تركي ال الشيخ قرارا يقضي بتشكيل لجنة متابعة لهذا الغرض برئاسة عادل البطي، كما سيجتمع معاليه غدا الثلاثاء مع فريق من رابطة ( لاليقا ) الاسبانية لدراسة كل التقارير الخاصة بهذا الشأن.
جميل جدا ان يسارع معالي رئيس الهيئة لاتخاذ هذه الخطوة لعلاقتها المباشرة باعداد الأخضر لنهائيات كأس العالم، والعمل بموجبها لضمان التحضير الأفضل في الوقت الملائم، وخصوصا في حالة استمرار عدم مشاركة اللاعبين في مباريات انديتهم الاسبانية، وتأثير ذلك سلبيا على مستواهم فنيا وبدنيا ونفسيا في مرحلة مهمة بالنسبة لهم وهم في طريقهم مع منتخب بلدهم الى اقوى واشهر محافل العالم الكروية.
في المقابل قد تظهر تقارير اللجنة استفادة اللاعبين من التجربة الاحترافية فيما يتعلق بالتغذية والانضباطية والالمام باجواء التدريبات والمباريات وكيفية التعامل معها احترافيا وأيضا إعلاميا وجماهيريا، وعندها ستكون الصورة واضحة امام صاحب القرار لاتخاذ ما يراه مناسبا قبل فوات الأوان وفي مصلحة اللاعبين انفسهم والمنتخب.
الحليان والقرار الشجاع
التقيت قبل حوالي ثلاثة أشهر برئيس نادي الجبلين الصديق خالد الحليان خلال حفل شركة آبار حائل لتكريم المواهب الذي رعاه صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعد أمير منطقة حائل وسألته وقتها عن سر الانتصارات القوية اللافتة لفريق الجبلين في مستهل دوري الدرجة الثانية فقال : « بسبب ظروف النادي المادية، ولاننا وجدنا ان الاستعانة بمنسقي فرق الدرجة الاولى والممتازة من خارج المنطقة سيكلفنا فوق طاقتنا، كما ان الفائدة منهم قليلة وربما معدومة وضررهم اكثر من نفعهم، والاسوأ من هذا ان معظمهم يرى نفسه اكبر من دوري الدرجة الثانية وبالتالي لا يعطيك بنفس طموح وروح وقتالية والتزام وانضباطية ابن النادي او القادم من ناد يشبه الجبلين من حيث طبيعة المجتمع والبيئة والظروف، فقد رأينا ان نخوض هذا الموسم بلاعبين بدؤوا مشوارهم الكروي في النادي، وان تكون تعاقداتنا محدودة جدا ومع لاعبي اندية المناطق القريبة منا وفي حدود امكانياتنا المادية، وكان تفكيرنا في هذا الجانب ان لم يحالفنا الحظ في تحقيق حلم الصعود هذا الموسم فعلى الاقل نكون قد أعددنا للمستقبل فريقا شابا يمكن الاعتماد عليه لمواسم عديدة قادمة».
حاليا وقبل نهاية دوري الدرجة الثانية بجولتين يتواجد الجبلين في المركز الثاني وفرصته في الصعود لدوري الامير محمد بن سلمان كبيرة خاصة في حالة تطبيق اتحاد الكرة لائحة المسابقات فيما يتعلق بزيادة فرق دوري المحترفين الى 16 فريقا، والتي ستمنح بطاقة الصعود لدوري المحترفين لأربعة فرق من دوري الاولى، ولخمسة فرق من الدرجة الثانية للاولى، الجبلين يقترب من تحقيق حلم طال انتظاره بفريق يحمل نفس فكر وتوجه الرئيس الحليان فمعظم لاعبيه من أبناء النادي، وبلغ هذه المرحلة المتقدمة وسط ظروف مالية صعبة.
ما فعله رئيس الجبلين يتوافق مع ما سبق ان طرحته هنا اكثر من مرة حول أهمية ان تعتمد أندية الدرجة الأولى والثانية على لاعبي الفئات السنية، وبالذات التي تملك قاعدة عريضة من الموهوبين كما في منطقة حائل، وكنت دائما أطالب إدارات الطائي تحديدا باتاحة الفرصة للاعبين الذين شاركوا في الدوري الممتاز للناشئين والشباب في مواسم مضت للأسباب والمبررات التي ذكرها الحليان، وان تقتصر التعاقدات من خارج المنطقة على لاعب او لاعبين مميزين وان زاد سعرهما، لكن الأمور كانت ومازالت عبارة عن صفقات مع عشرات اللاعبين انفق عليها الملايين في السنوات الأخيرة دون فائدة تذكر الا من قليلين لا يتجاوزون أصابع اليد الواحدة لديهم نفس أجواء وعادات منطقة حائل.
وفروا فلوسكم، وانفقوها على الموهوبين في البراعم والفئات السنية وتدريبهم وتحفيزهم وتطوير مستوياتهم واستثمارهم ليكونوا القاعدة الصلبة والمستقبل المشرق لانديتكم.