التشهير والتستر كلمتان مُتضادتان لكِنهما تحومان في فلك التشفير. وكما هو معروف فإنّ التشهير في معناه اللغوي الإعلان والتوضيح وعدم الستر، فيقال: أشهرت الأمر أظهرته ولم تستره. قال ابن منظور في لسان العرب: الشهرة ظهور الشيء في شنعة حتى يشهره الناس. والتشهير خطر يهدد قوة وتلاحم المجتمع ويدعو إلى الضغينة والحقد والكراهية ويبث روح العنصرية ويخلط الصالح مع الطالح وينخر ويهدم جِدار الوفاق والمحبة والسكينة.
ينال المُشهّر عقوبات تختلف من دولة إلى أخرى هدفها القضاء على التشهير وردع المحبطين والمتسلقين على تشويه سمعة المشهر بهم. للأسف وكما اسميها وسائل التواصل التباعد الاجتماعي تغص بالشم والسب والمساس بالآخرين دون الالتزام بالقيم الإسلامية والإنسانية. هناك جهة حكومية وهي النيابة العامة حذرت من التشهير بالآخرين، أو إلحاق الضرر بهم، وأكدت أن عقوبة مَن يقوم بالمساس بالحياة الخاصة لأي شخص، هي السجن لمدة تصل إلى السنة، وغرامة تصل إلى 500 ألف ريال.
صحيفة التشهير (يومية أو أسبوعية)، (ورقية أو الكترونية). صحيفة ينشر بها وعلى نفقة المُشهّر ما شهر به ويتم ذلك بموافقة الجهات الحكومية ذو العلاقة النيابة العامة، وزراه الداخلية، وزارة العمل والتنمية الاجتماعية، وزارة الثقافة والإعلام، المحاكم بكافة أنواعها، مؤسسة النقد، وزارة التجارة والاستثمار. هذه الصحيفة هدفها الشهير الإيجابي الذي يهدف إلى سلامة وسلاسة التعامل بين الناس على اختلاف ألوانهم ومناطقهم وألسنتهم. صحيفة التشهير لا تهدف بضرر المشهر هدفها تقويم السلوك وغرس روح التسامح والشفافية.
أتساءل هل طرحي معقول ومقبول أم أنه مرفوض في التشهير بالمشهر به، ربما يكون التشهير في بعض الحالات والتغافل عن حالات أخرى قد تضر بالمشهر به. أكيد هناك تساؤلات أخرى عند بعض القراء لهذا الطرح وهذه الصحيفة التي قد ترى النور أو لا تراه بتاتًا. وربما التشهير بالمؤسسات على سبيل المثال أقل حدة من التشهير بالإنسان الذي تضرر من حوله من المقربين والأهل خصوصا إذا تاب وقرر عدم الإساءة للآخرين ويكون التشهير في حالة تشفير وفي نطاق ضيق لا أهل التخصصات بكافة أنواعها.
عقوبة التشهير سوف تلاحق المُشهّر زمناً طويلاً وربما يصعب على المتضرر السماح عنه ويبقى في ذاكرة المجتمع وربما يكون مثلاً أو تاريخاً يذكرْ. هناك الكثيرون من المشهرين سوف يدفعون الأموال لقاء عدم التشهير بهم لكنْ هذا لا ينفع فنحن بحاجة للقضاء على عملية التشهير وتخليص المجتمع من الخارجين عن القانون، ونشر روح التسامح والمحبة والاحترام المتبادل، العيش والتعايش السلمي بين الناس باختلاف أفكارهم وألوانهم.
وفي الختام عقوبة التشهير مصدرة نظام مكافحة جرائم المعلوماتية بمواده الستة عشر ودعمه من مجلس الشورى والهدف العام تخفيض نسبة التشهير في المحاكم وكافة الأجهزة الحكومية الأخرى.