ما أشبه اليوم بالبارحة، وما أجمل المملكة وهي تتزين بكامل زينتها لتظهر تاريخاً مرصعاً بالذهب من خلال فعالية الجنادرية التاريخي الذي بات سمة بارزة في تاريخ المملكة، ففي الوقت الذي تظهر الجنادرية تاريخ المملكة وتراثها باتت هي تاريخاً متأصلاً في المملكة العربية السعودية، وليس أعظم على علو مكانتها، وسمو قدرها أن يكون ملك الحزم والحسم هو من يحضر فعالية افتتاحها، بل وتذرف عيناه في مشهد لا ينسى حينما رأى صورة والده المؤسس -طيب الله ثراه-.
كم كنت أتمنى على المسؤولين أن يكون من ضمن فعاليات الجنادرية فعالية للفروسية، حيث تكون ضمن جدول نشاطات الجنادرية إقامة فعالية للفروسية أو على الأقل دعوة ضيوف الجنادرية لحضور فعاليات الفروسية التي تقام تزامناً مع فعاليات الجنادرية، فالفروسية جزء لا يتجزأ من تاريخ المملكة بل والإنسان العربي قديماً وحديثاً، بل إنها ستكون إضافة عملاقة للجنادرية، وستحقق النجاح على كل الأصعدة والمستويات، ومنها اطلاع الضيوف على معلم من أهم معالم الأصالة للمملكة، وهو ميدان الملك عبدالعزيز (نادي الفروسية).
إن ذاكرتي لا بد أن تعود لفعالية كأس الملك التي أقيمت قبل أيام قليلة تزامناً مع انطلاق فعاليات الجنادرية، وإننا حينما نتحدث عن الفروسية أو الجنادرية لا بد أن نتطرق إلى رجل الفروسية الأول ملك الحزم والحسم الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، فإنه لمن النادر أن تجتمع خصال الفارس في شخصية مثلما اجتمعت في شخص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، الرجل الذي عرف الملك قبل أن يتبوأ منصبه، والرجل الذي تخرج من مدرسة المؤسس أديباً أريباً فارساً شجاعاً، ومع هذا فهو ذلك الأب الحنون والملك الذي تنهمر عيناه بالدموع عندما يرى موقفاً معيناً، وما ذاك إلا لأنه سلمان بن عبدالعزيز الرئيس الفخري لنادي الفروسية الذي أخذ الفروسية بالفطرة والممارسة ولا غرو في ذلك فهو الإمام بن الإمام والملك بن الملك.
هنيئاً لنادي الفروسية والقائمين عليه وملاك الخيول بهذه الفعالية وحضور واهتمام ولاة الأمر بها، والتي حضرها نيابة عن خادم الحرمين الشريفين سمو أمير منطقة الرياض، وهذا هو الدعم المادي والمعنوي الذي يليق بهذه الرياضة العريقة والأصيلة.
إن هذه البطولة ليست بطولة عادية وليست مسابقة رياضية تقام لها احتفالية ثم تمضي، بل هو تاريخ من المجد والشرف يسطره الفارس الذي يفوز فيه، ويفخر به المالك الذي يضم إلى كؤوسه هذه الكأس الغالية، لأنها بطولة من الطراز الرفيع التي تفوق جائزتها المعنوية كل الجوائز الأخرى المادية.
إن شرف الحصول على هذه الكأس لهو أرفع مقاماً وأعلى شأناً من كل الحوافز المادية التي قد يتحصل عليها المالك والفارس، فيكفيهما فخراً أن يذهبا وهما يحملان اسم ملك الفروسية، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه، وسدد لخادم الحرمين وسمو ولي عهده الفارس الأمين على طرق الخير خطاهما.
** **
- المستشار القانوني لنادي الفروسية