المستشفيات المرجعية الكبرى كالتخصصي بالرياض وجدة ومستشفيات الحرس الوطني والعسكري بالرياض وجدة، ومستشفى الملك خالد الجامعي بالرياض ومدينة الملك فهد الطبية، وما يماثل هذه المستشفيات بالرياض وجدة والشرقية، هذه المستشفيات أصبحت مزدحمة جداً ولا تستطيع أن تستوعب كل من يُحوَّل إليها، ولهذا يعاني المرضى وذووهم عندما يتم التحويل لهذه المستشفيات سواء من الهيئة الطبية أو من المستشفيات المحولين منها، أو حتى عبر الأوامر بعلاجهم.
وصار التحويل من جميع مناطق المملكة لهذه المستشفيات همًّا يحمله المريض وأهله، فالأغلب لا يتم قبولهم من هذه المستشفيات المرجعية ليس لعدم حاجة حالتهم ولكن للضغط عليها أو يُطلب منهم الانتظار طويلاً حتى يتوافر سرير بعد شهر أو شهرين أو أكثر، والمرض لا ينتظر!
بأكثر من مجلس أسمع هذه الشكاوى وكم مرة رغبت بمساعدة مريض ولكن أتألم عندما يأتي الجواب الصادم: بعدم توافر سرير أو موعد قريب مع طبيب.
آخر مرة قبل فترة وجيزة كان هناك عزيز، كان بحالة صعبة بسبب مشكلة بالمخ وبسبب مشكلات صعبة بقلبه -وقد تم تحويله من مشفى عناية الرياض لمدينة الملك فهد الطبية، وقد سعيت جهدي- تقديرًا لحالته وتواصلت مع المسؤول الأول عن المدينة، والحق أنه أبدى تفهمًا، بل وعد بقبول حالة المريض واستبشر أهل هذا المريض خيراً، لكن كان الاعتذار -بالأخير- بعدم توافر سرير، وكان العتب على هذا المسؤول أنه وعد ثم اعتذر بعد أسبوع، ولو اعتذر عندما وصلت الحالة، لتم السعي للتحويل لمستشفى آخر، لكن المؤلم أن الاعتذار تم بعد أسبوع مما أضرَّ بالمريض مع الأسف.
أخلص من طرح مشكلة التحويل إلى ضرورة التوسع بهذه المستشفيات المرجعية الكبرى، فالناس يزيدون والأمراض رغم تقدم الطب تزداد والمرضى وأهلوهم يعانون ويتألمون، والحكومة توفر المليارات بميزانية وزارة الصحة وغيرها من الجهات الصحية في الوزارات والجهات الحكومية الأخرى، لكن مع الأسف لا تزال مشكلة توفر العلاج والسرير مستعصية، خاصة بالمستشفيات المرجعية التي يحول لها المريض وهو بأشد حالات احتياجه لعلاج ناجز.
وأتوقف هنا عند مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض الذي يتضاعف التحويل عليه مما يؤخر الحصول على سرير أو موعد، بل أصبح القائمون عليه محرجين من الحالات الكثيرة التي تُحال إلى المستشفى ولا يستطيعون قبولها، والعجيب أن التحويلات تأتي لهذا المستشفى من مستشفيات مكة وجدة رغم وجود مستشفى الملك فيصل التخصصي بجدة، لكنه مع الأسف لا يستطيع أن يقبل إلا حالات محدودة وأقسامه ليست قادرة على علاج كل الحالات من مستشفيات المنطقة، والعجيب أيضاً أن هناك أبراجاً شبه جاهزة بمستشفى تخصصي جدة فلماذا لا تستكمل حتى يؤدي الهدف الإنساني الذي أنشئ من أجله ولكي يرتاح من جانب آخر أبناء المنطقة من تحويل الحالات الصعبة إلى تخصصي الرياض، الذي تزيد مثل الحالات المحولة عليه أعباء وزيادة بالتأخير.
إنني أضع هذا المطلب الملح أمام معالي الدكتور توفيق الربيعة الذي نرى له حراكاً مشهوداً ونشطاً وقرارات حاسمة أصابت في علاج شيء من المشكلة، ومعاليه رئيس مجلس إدارة المؤسسة، فضلاً عن كونه وزيراً للصحة الذي أهم ما لدى معاليه توفير الخدمات الصحية الجيدة للمواطنين بمناطقهم بدل عناء الأسفار وهذا ما هو واضح في جهد معاليه.
إن إنهاء أبراج مستشفى جدة بدلاً من بقائه مشلولاً، سيجعله يستوعب الحالات الصعبة المحالة إليه، بدلاً من تحويلها إلى تخصصي الرياض الذي «فيه ما كافيه».
كتب الله الشفاء لكل مريض.