كوثر الأربش
سعودي.. ثم اكتب ما شئت بعدها، سيطير بك العالم..
أعني أننا في السعودية نقف في تلك النقطة التي تثير فضول الآخرين. أي خبر يبدأ بـ «سعودي» سوف يكون مثار اهتمام العالم. ما زلت أذكر انهيال الإعلام من كل صوب حينما أعلن قرار قيادة المرأة للسيارة. كلنا نذكر ذلك؛ كان أشبه بالزلزال الذي اجتاح الأرض.. كل الأرض. هذا ما يدفعنا لتغيير نوعية الأسئلة التي لا بد أن نطرحها. لماذا يشوه الإعلام الخارجي صورتنا؟ سؤال كهذا يجب أن ينتهي. علينا دائمًا أن نطرح السؤال هكذا: «كيف نستفيد من فضول العالم نحونا»؟
حسنًا.. الخميس الفائت كنت في ورشة تعريفية عن المركز الوطني لقياس أداء الأجهزة العامة. وهو جهاز مستقل، يرتبط مباشرة بنائب رئيس مجلس الوزراء، سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، ويهدف إلى تكريس مفهوم جديد لقياس أداء الأجهزة العامة. قام الأستاذ حسام الدين مدني بعرض مرئي تفصيلي عن عمل المركز، الذي يحمل رسالة ترمي إلى بناء وتفعيل آليات قياس أداء الأجهزة العامة، وتقديم الدعم اللازم لها لتحقيق أهداف رؤية المملكة 2030، وخطط التنمية، وتحسين مستوى التواصل مع المستفيدين. يقوم المركز بتكريس الجودة بالعمل على مهام معينة، منها: بناء مؤشرات وأدوات قياس أداء الأجهزة، إعداد التقارير عن نتائج أداء الأجهزة بشفافية ودقة عالية، أيضًا نشر ثقافة قياس ومراجعة وتحسين أداء تلك الأجهزة. كما أنه يقوم بسد الثغرة بين ما تقوم أجهزة الدولة ومدى رضا المستفيدين من خلال طرق عدة: استبيانات مباشرة، المتسوق الخفي (وهي تجربة واقعية يتم من خلالها التحقق من مستوى الخدمة المقدمة للمستفيد). أيضًا مجموعات التركيز، وهي حلقات نقاش متخصصة، تصب في الهدف ذاته. وأخيرًا - وهي في اعتقادي أهمها - تطبيق وطني، الذي يغطي المناطق الـ13 في المملكة.
عندما كنتُ أتجول في أقسام المركز، وأرى شبابنا وبناتنا يتحركون بكل حماس في كل الأرجاء، كان خيالي يحلق في السناب شات. متأسفة، ولكن هذا ما حدث فعلاً. لاح لي بعض ما ينشره مشاهير السناب عنا، ولن أقول إنها ليست مقاطع ممتعة ومضحكة، بل هي كذلك، لدرجة أنك لا تشعر بالوقت وأنت تنتقل من حساب لحساب، ومن مقطع لمقطع.. لكنني أقول: هل هذا كل ما يمكننا أن نخبر العالم عنه؟ إني لا أرى مانعًا من أن يتداول الناس مقطعًا لسعودي يصنع مقلبًا لأصدقائه، ولكنني أيضًا أتمنى أن يروا سعوديًّا آخر، يقوم بالمساهمة في نهضة بلاده. تمامًا كما يفعل أفراد عائلة «أداء».