رحل الأسبوع الماضي عن هذه الدنيا بمدينة الرياض الشيخ المهندس/ عبد الله الفهد الهزاع عن عمر يناهز 80 عاما وهو من محبي العلم والجادين في علمهم وعملهم منذ أن كان صغيرًا وهو من مواليد مدينة بريدة بمنطقة القصيم وغادر إلى الرياض في صغره. وكان من محبي العلم حيث غادر إلى مكة وأنها دراسته الثانوية في مدرسة الفلاح بمكة المكرمة وهي أول مدرسة نظامية بالمملكة وكان ذلك في بداية الستينات الميلادية وكانت فرص العمل في ذلك الوقت كثيرة ولكن إصراره الشديد وحبه للعلم جعله من الرعيل الأول من السعوديين الذين غادروا المملكة في بداية الستينات الميلادية لتلقي العلم حيث غادر مع عائلته ببعثة دراسية حيث كانت وجهته إلى الولايات المتحدة الأمريكية وأنهى دراسة البكالريوس والماجستير في الهندسة المدنية من جامعة توسان وعاد إلى أرض الوطن في بداية السبعينيات وباشر وظيفته في وزارة النقل (المواصلات سابقا) وبقي بها عاما حيث تفرغ للأعمال الحرة وشق طريقه بنجاح بمجال الأعمال الحرة ولم يترك العلم بل ينادي به وهو يرى أن العلم هو طريق المستقبل وأنشأ مدارس أهلية، حيث كان هو الذي يشرف عليها مباشرة ويقف عليها وداعم لها بأحدث الأساليب العلمية حيث تخرج الكثير منها وواصلوا دراستهم الجامعية.
وكان رحمه الله مجلسه مفتوح يوميا وحديثه دائما عن العلم وخاصة عن تجربته خارج الوطن وهي تجربه شاقة وصعبة بذلك الوقت بالحصول على العلم، وعن تجربته في الأعمال الحرة ونجاحه بها وكان دائما يحث الشباب على مواصلة العلم، ويرى بأن العلم هو الركيزة الأولى بتحقيق الأهداف.
ولم ينس دوره -رحمه الله- في أعمال البر الكثيرة التي لا يتحدث عنها أبدًا حيث له كثير من أعمال البر الخيرية وكان يعمل ويجاهد نفسه من أجلها بصمت، جعلها الله في ميزان حسناته، رحمك الله يا أبا فهد.
{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- ناصر إبراهيم الهزاع