الجنادرية - وهيب الوهيبي:
يقضي الرجل الثمانيني سعيد عبدالله جل وقته في صناعة السلال في حجرته الطينية الصغيرة في بيت الخير التابع للمنطقة الشرقية «الجنادرية» مستمتعاً بمهنته أمام الزوار والتي اعتاد عليها منذ نعومة أظفاره. ويروي العم سعيد لـ(الجزيرة) أنه امتهن هذه الحرفة وهو في مقتبل عمره عندما كان يشاهد والده كبقية أقرانه في ذلك الوقت يمارس هذه المهنة بكفاءة عالية مما دفعه حب التقليد والمحاكاة في تعلمها وهو صغير خاصة أن منتجات السلال والأطباق كانت تلقى رواجاً في أوساط الأسر آنذاك وتمثل مصدر دخل يومي له بخلاف الواقع اليوم لافتاً إلى أن صناعة السلال جزء من التراث الشعبي التي تتميز بها محافظة القطيف نظراً لوفرة زراعة النخيل فيها. ويمضي في حديثه بقوله: إن صناعة السلال تعتمد على سعف النخل وتتطلب خبرة في المهارة اليدوية مع التحلي بالصبر وتحمل المشقة وطول الوقت ويعترف أن الإقبال على شراء هذه المنتجات اليدوية من المواطنين والزوار والسياح ليس كما هو الحال في السابق في ظل التنامي الكبير للأواني المنزلية ويصف الحرفي سعيد عبدالله مهرجان الجنادرية بالفرصة المناسبة لتعريف الزوار بالحرف اليدوية القديمة لتراث المنطقة الشرقية حيث شارك أكثر من عشرين دورة للمهرجان. إلى ذلك يكشف بيت الخير بمهرجان الجنادرية للزوار عن تراث وتاريخ وموروث يبرز فيه الحرف الشعبية المتنوعة في الجوانب الزراعية والبحرية والصحراوية إلى جانب تنوع الفلكلورات الشعبية والأهازيج والفنون المختلفة، كما يعرض الزي السابق لـ(العسة) التي تمثل مهام وأعمال الشرطة حالياً. ويحظى زوار بيت المنطقة بجلسة شعبية لتناول الأكلات الشعبية المشهورة بالمنطقة وشرب الشاي والقهوة والزنجبيل والاستمتاع بمشاهدة العروض الفنية والأمسيات الشعرية والمسابقات في المسرح الخارجي.
وفي جانب آخر من بيت الخير يستمتع الزائر بمشاهدة المقتنيات الأثرية التي عثر عليها بالمنطقة والأدوات الشعبية التقليدية المصنعة في المنطقة والتعرف على حضارة المنطقة قديماً من خلال الصور والمعروضات والمعلومات المكتوبة.