فهد بن جليد
المفتول أكلة شعبية فلسطينية الأصل - تشبه في مكوناتها الكسكسي المغربي - تتكون من (قطع الدجاج أو اللحم مع الحمص والبرغل والبصل والطماطم والجزر والكمون والدقيق)، يتم جرشها وفتلها براحة اليد حتى تصبح كرات صغيرة, خسرنا معركة (المفتول الفلسطيني) مؤخراً لصالح الإسرائيليين على متن «طائرات فيرجن أتلانتيك» البريطانية, عندما تم حذف كلمة (فلسطيني) من اسم الطبق, بعد اعتراض مسافرين إسرائيليين، وتهديدهم بمقاطعة الشركة بتهمة مُحاباة الفلسطينيين - على حد تعبيرهم - رغم أنَّ ملكية (المفتول) ومكوناته وطريقة تحضيره (فلسطينية) حتى النخاع، ولكنَّها معركة طمس الهوية العربية والإسلامية التي لم نفطن لها، ولم نهتم بأدواتها كما يجب، بل لم نتقن طريقة لعبها حتى الآن، ممَّا يعني أنَّ هناك خطأ ما في طريقة تعاطف العرب وتفاعلهم - على الإنترنت - مع بعض القضايا التراثية والمسميات ذات الدلالة والهوية الإسلامية والعربية التي تسرقها إيران على ضفاف الخليج العربي أو تلك الفلسطينية والعربية التي تستحوذ عليها إسرائيل.
بكل مرارة يمكننا القول إنَّ الإسرائيليين عرفوا جيداً كيف يكسبون الصراعات الإلكترونية الثقافية مع العرب - بمُساعدة ورقة المحرقة والنازية - التي يلوحون بها في كل مرة لإخافة الغرب، وذلك بفضل تكاتفهم الإلكتروني وتفاعلهم وتصويتهم مع مثل هذه القضايا على الإنترنت, ومحاولة خلق هويتهم وبناء ثقافتهم (الزائفتين) على حساب الهوية والثقافة العربية والإسلامية، وهي محاولات مستمرة بدأت بمعركة مسميات بعض الأطباق الفلسطينية ومحاولة سرقتها وإضافتها لقائمة الطعام الإسرائيلية مثل (الحمص، التبولة، الفلافل، الشكشوكة، ورق العنب، المحاشي) وغيرها، قابل ذلك عزوف الشباب العربي وعدم تفاعلهم أو اهتمامهم، وركونهم لشهرة هذه الأطباق (كأكلات عربية وفلسطينية) معروفة اليوم، مُتناسين الغد وجيله؟ الذي سيتعامل حتماً مع وثائق جديدة ومسميات جديدة.
قضية الأعداء مع العرب أنَّهم يخططون دائماً للمُستقبل، يناورون اليوم بوضع الأساسات - خلسة - ليُشيدوا الجدران غداً، فمسمى طبق طعام، قد يبدو هامشياً عند بعضنا، ولا يجب إعارته اهتماماً أمام خسائرنا الكبرى، ولكن الحقيقية أنَّ هؤلاء وأعوانهم (الفُرس) سرقوا الأرض أولاً بذات الطريقة، وها هم يشرعون في طمس الهوية والثقافة العربية في كل مكان في (فلسطين، سوريا) وغيرهما، مما يستوجب تحرك الشباب العربي لإفشال مثل هذه المخططات, وتفاعلهم بإظهار الثقافة العربية والإسلامية الحقيقية ودعمها والحفاظ عليها, ولنتذكر أنَّ محو مسمى المفتول الفلسطيني بدأ بصورة أرسلها راكب وكتب عليها (يجب على الإسرائيليين مقاطعة هذه الشركة), وهو ما لا ننتظره ولم نتعود عليه من أي راكب عربي.
وعلى دروب الخير نلتقي.