«الجزيرة» - المحليات:
وصف معالي الأمين العام لمركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، الأستاذ فيصل بن معمر، الخطة العالمية لتفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية في مكافحة التحريض على العنف والكراهية، خاصة المؤدي إلى ارتكاب إبادة جماعية، التي شارك المركز في إنجازها، بالتاريخية، وغير المسبوقة، واعتبرها الإجراء الأول من نوعه في تاريخ منظمة الأمم المتحدة، الذي تستعين فيها بجهود أفراد وقيادات ومؤسسات دينية للمساهمة في بناء خطة دولية ترعاها المنظمة الدولية مع مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات في فيينا، وبشراكة مع مجلس الكنائس العالمي وشبكة الأديان العالمية؛ إذ تم تفعيل جهود القيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات في هذا المجال.
جاء ذلك خلال الاجتماع التنفيذي للخطة الدولية لمنع التحريض على العنف، الذي أقامته منظمة الأمم المتحدة في رحاب مقرها بمدينة فيينا مؤخرًا. وشدد ابن معمر على قدرة المركز على تسخير أدوات الحوار ووسائله، وتهيئة مشاركة المعنيين بالشأن الديني من أفراد ومؤسسات للمساهمة في إنتاج هذه الخطة العالمية، التي تبنتها الأمم المتحدة، وأطلقها الأمين العام للأمم المتحدة العام الماضي بنيويورك. مشيرًا إلى أن هذا الإنجاز العالمي يجير للمركز العالمي للحوار وشركائه من مجلس الكنائس العالمي، والشبكة العالمية للأديان وصانعي السلام. مؤكدًا أن هذا الإجراء يعد الأول من نوعه في تاريخ الأمم المتحدة، التي تستعين به المنظمة الدولية بمؤسسات وقيادات دينية للمساهمة في بناء خطة دولية، ترعاها المنظمة الأممية مع الدول الأعضاء. لافتًا إلى مؤشرات الخطة في ترسيخ دعائم التنمية المستدامة للسلام، وتعزيز التعايش والتفاهم، وإيجاد الحلول الشاملة لمعالجة جذور مشكلات التطرف والعنف والإرهاب والنزاعات، وإتاحتها شراكات فريدة من نوعها لتعزيز التماسك المجتمعي.
واستعرض ابن معمر جهود المركز العالمي للحوار في التمهيد والتحضير والإعداد لهذه الخطة العالمية، بداية من تنظيمه عددًا من المشاورات المثمرة، التي شارك فيها أكثر من (230) فردًا وقيادة ومؤسسة دينية بجانب صانعي السياسات من أكثر من (70) دولة في هذا الخصوص؛ وذلك لمكافحة التطرف والكراهية عبر مسارات متنوعة، روعي فيها مواءمة المبادرة للنتائج الملموسة والمنشودة منها. وقال معاليه: تبيَّن من خلال النقاشات التي تمت في الاجتماعات التمهيدية ضرورة تكامل أدوار الأفراد والمؤسسات والقيادات الدينية لمنع التحريض ومكافحة العنف مع وسائل الإعلام، وإتاحة الفرصة لهم لمساندة صانعي السياسات والأنظمة القانونية والمؤسسات المختصة بالتنمية. مشيرًا إلى تطابق وجهات نظر الجميع حول أن استغلال التعاليم الدينية للتحريض على العنف والكراهية وارتكاب أعمال الإبادة يعد جرائم عالمية، مشددًا على أهمية إشراك المؤسسات الدينية والقيادات الدينية في الحوارات الجارية حول القضايا العالمية لمساندة صانعي السياسات، وإيجاد حلول مستدامة لما تواجهه المجتمعات الإنسانية من صراعات وعنف وكراهية.
وقدم معاليه عرضًا لأنشطة المركز العالمي للحوار، واهتمامه بتعزيز تعامل القيادات الشابة الدينية مع وسائط الإعلام الجديدة من خلال التدريب. مشيرًا إلى تفاهم المركز العالمي للحوار مع أكبر منظمة للشباب في العالم (المنظمة الكشفية العالمية)، التي يبلغ عدد أعضائها حول العالم أكثر من (51) مليون شاب حول العالم. مبينًا دور المركز العالمي للحوار في مجال تحقيق السلام والتعايش من خلال الحوار بين أتباع الأديان المتنوعة في المناطق التي تشهد صراعات؛ بسبب التنوع الديني، ويساء فيها استخدام الدين. مشيرًا إلى تنفيذ المبادرة العالمية (متحدون لمناهضة العنف باسم الدين)؛ لتعزيز دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية في المحافظة على التنوع الديني، وتحقيق السلام تحت مظلة المواطنة المشتركة. مستعرضًا المنصات الحوارية التي أنشأها المركز للأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية دعمًا للتعايش والتفاهم بين أتباع الأديان والثقافات في ظل المواطنة المشتركة.