«الجزيرة» - وحدة الأبحاث والتقارير الاقتصادية:
خلال العشرين عقدًا الأخيرة شهدت المملكة تغيُّرات ديموغرافية متسارعة؛ إذ ازداد عدد السكان من 9.8 مليون نسمة في عام 1981م إلى 27.1 مليون نسمة في عام 2010م، ثم صعد إلى 33.4 مليون نسمة في منتصف 2017م، أي بمعدل نمو بلغ 23 % خلال الأعوام الثمانية الأخيرة، وبمتوسط يقدر بنحو 2.9 % سنويًّا.
أيضًا شهدت المملكة تزايدًا مستمرًّا في الهجرة إلى المراكز الحضرية الرئيسية، مثل الرياض والمنطقة الشرقية ومكة المكرمة.. بل تشهد البلاد حاليًا تركزًا كثيفًا للسكان في مدن رئيسية عدة، بعضها فاق عدد سكان مدينة الرياض الـ 6.5 مليون نسمة. وهنا نؤكد مدينة وليس منطقة الرياض. فمنطقة الرياض يصل عدد سكانها إلى 8.0 ملايين نسمة.
وفضلاً عن ذلك، فإن المملكة تشهد تركزًا كثيفًا في الحركة التجارية والاستثمارية في مدن معينة، وهي مدن الكثافة السكانية نفسها. كما تشهد عمومًا تزايدًا في أعداد المقبلين على الزواج؛ فالنسبة الأكبر في هيكل السكان السعودي هي للشباب (15 - 39).
لذلك فقد تبلورت أزمة وقضية حقيقية للإسكان منذ عام 2008 تقريبًا، وكانت بارزة على السطح حينها. ونحن الآن بعد مرور ما يناهز عشر سنوات على مجهودات كبيرة وهائلة وحثيثة نتطلع إلى تقصي الوضع الحقيقي لأزمة الإسكان من خلال مقارنة حقيقية ودقيقة للأرقام.
النمو السكاني استمرار للمعدلات المرتفعة
وصل معدل النمو السنوي للسكان - حسب نتائج التعداد قبل الأخير خلال الفترة (2005 - 2010) - إلى 3.6 %، في حين أن هذا المعدل بدأ يسجل نموًّا أقل بنسبة 2.9 % تقريبًا خلال الفترة (2010 - 2017)؛ وهو يعطي مؤشرات لتحسن معدلات الزيادة السكانية.
وبالرغم من أن النسبة الكبرى من السكان خلال الفترة (2005 - 2010) كانوا ضمن الفئة العمرية (15 - 39) بنسبة 43.4 %، وكانوا يعتبرون نواة الطلب على المساكن؛ لأنهم يرغبون في الزواج، إلا أن هذه النسبة تزايدت إلى 44.6 % في منتصف 2017 بشكل يتوقع معه أن يفاقم من أزمة الإسكان بشكل واضح، بل يتوقع أن يكون التأثير السلبي لهذه الزيادة أعلى من تأثير التراجع النسبي في معدل النمو للسكان كله خلال الفترة الأخيرة.
التطور في توزيع المساكن حسب الملكية
حسب المسح الديموغرافي لعام 2007م كانت نسبة تملك الأسر السعودية للمسكن تصل إلى نحو 62.1 %، إلا أن هذه النسبة تراجعت في عام 2017 إلى نحو 59.9 %. وهذا التراجع ليس نتيجة تراجع في المساكن المملوكة لسعوديين، ولكن لأن الزيادة في عدد السكان فاقت الزيادة في المساكن المملوكة لسعوديين.
التطور في توزيع المساكن حسب مادة البناء
حسب المسح الديموغرافي لعام 2007م كان 78.0 % من مساكن السعوديين بالمملكة مشيدة من المسلح، في مقابل 21.0 % مشيدة من الطوب أو البلك. أما في منتصف 2017 فقد تحسنت الصورة تمامًا؛ لترتفع نسبة المساكن المشيدة من المسلح إلى 88 % من الإجمالي، مقابل تراجع نسبة المساكن المشيدة من البلك أو الطوب إلى 11.9 %؛ وهذا دليل على تحسن المستوى المعيشي للأسر التي تشغل هذه المساكن.
وترى وحدة أبحاث «الجزيرة» أن المجهودات الكبيرة التي بذلتها الدولة - ممثلة في وزارة الإسكان - قد أحرزت العديد من أهدافها، سواء على مستوى تحقيق التوازن بين المساكن المملوكة ومعدل النمو السكاني، أو من خلال التحسن الواضح في عدد الشقق التي تم إنشاؤها، أو من خلال تحسن نوعية مواد البناء من طوب وبلك إلى مسلح.