د.عبدالعزيز العمر
كل المؤشرات الحالية تدل على - بل وتؤكد- أن تعليمنا يفترض أن يحتل اليوم مكانة تنافسية أعلى وأفضل بكثير مما هو عليه الآن، أما لماذا نفترض ذلك فللأسباب التالية: أولاً: لدينا عمق سكاني جيد، وهذا العمق السكاني متى ما تم استثماره بالشكل الأمثل فسوف يقود إلى نتائج نوعية مذهلة، وأقرب مثال على ذلك الهند والصين اللتان تجاوز تعدادهما السكاني المليار، ومع ذلك حققتا نمواً وازدهاراً غير مسبوق، لكن يجب أن نلاحظ هنا أن النمو السكاني إذا لم تستثمره القيادات التنفيذية وتوظفه بأفضل كفاءة وإدارة ممكنة فسوف يكون عاملاً يكرس مزيداً من الجهل والتخلف. ثانياً: توفر الدعم السياسي، لا شك أن تعليمنا يحظى بدعم سياسي مشهود من قبل قيادتنا العليا، وهذا أمر تؤكده الميزانيات المتصاعدة المخصصة للتعليم، وهو دعم يسيل له لعاب أي نظام تعليمي في الدنيا، لكن وفرة المال التعليمي بحد ذاته قد يكون عاملاً سلبياً مدمراً للتعليم إذا لم يتم استثماره بالشكل المهني والاحترافي، ثالثاً: القيادة التعليمية التي تباشر تحمل مسؤولية تطوير تعليمنا لديها - فيما يبدو لنا من طروحاتها التعليمية - عمق في الرؤية وثراء في التجربة التربوية، لكن هذا العمق التربوي يجب أن يتجاوز مجرد التنظير التعليمي إلى التعامل مع حقائق وواقع تعليمنا كما هو، رابعاً: زارت قياداتنا التعليمية معظم النظم التعليمية المتقدمة عالمياً، يشهد بذلك أرشيف هذه الزيارات الضخم بوزارة التعليم، لكن كل هذه الزيارات الدولية تصبح عديمة الجدوى إذا لم تكن لدى فرق الزيارات ومن وراءها القيادات التربوية القدرة على توظيف تلك التجارب التربوية العالمية فيما يخدم تعليمنا.