رقية سليمان الهويريني
في عام 2006م دعا اللواء فهد البشر المدير العام للمرور آنذاك مجلس الشورى إلى الدراسة الجدية لمعضلة المرور في مدينة الرياض! ووضع الحلول المناسبة لها، مؤكدًا أن مشكلة الازدحام تخطيطية، وليست إدارية بسبب جهاز المرور! وأذكر أن اللواء البشر تقدم بمشروع متكامل للخروج من أزمة الازدحام وفك الاختناقات المرورية في الرياض، ورفعه إلى مجلس الوزراء للموافقة عليه. وهذا المشروع يتضمن تقديم موعد بدء الدراسة اليومي للطلاب قبل الموظفين بساعة كاملة، وتهيئة النقل العام للناس؛ ليكون بديلاً عن المركبة الفردية.
وللأسف، لا يزال الوضع المروري بائسًا وعصيًّا على الحل لعدم التدخل الجذري؛ ما جعل الازدحام والاختناق المروري المزعج متفاقمًا!
ولو تم التخطيط السليم وتنفيذه لحُلَّت مشكلة الازدحام التي استفحلت بدرجة كبيرة حاليًا، وطالت جميع فئات المجتمع وأفراده بسبب ما يحدثه الازدحام والوقوف أمام إشارات المرور من توتر نفسي وتأخُّر عن الدوام.
وليت ترتيب وتنظيم حركة السير تطول جميع القطاعات التعليمية والوظيفية، وذلك بحضور طلبة التعليم العام عند السادسة والنصف صباحًا، وبدء الدراسة لطلاب وطالبات الجامعات عند السابعة قبل دوام الموظفين بنصف ساعة، ويكون بدء عمل البنوك والشركات والمؤسسات الأهلية بعد الموظفين بنصف ساعة أيضًا؛ وبالتالي يكون هناك فسحة من الوقت بين دوام وآخر؛ ما يعطي فرصة للطرق والشوارع لاستيعاب الأعداد الهائلة من السيارات؛ ومن ثم انسيابية المرور، وتقليل الازدحام، وتخفيف التوتر، والوصول بوقت قياسي إلى مقر العمل.
والأمر يسري على حركة سيارات النقل والمعدات الثقيلة وسيارات النظافة؛ فتنطلق عند التاسعة، وتتوقف عن الحركة تمامًا الساعة الثانية عشرة موعد خروج الطلاب من مدارس التعليم العام، ومن ثم ينصرف طلاب الجامعات والكليات والمعاهد نحو الساعة الواحدة، بعدها يأتي عودة الموظفين من أعمالهم الساعة الثانية والنصف وقد خلا الطريق إلا منهم فيصلون إلى منازلهم قبل الثالثة ظهرًا، ثم موظفو البنوك والشركات الذين يتركون أعمالهم الساعة الرابعة، وتكون فترة العصر والمغرب هادئة للتسوق وفتح المتاجر التي نأمل إغلاقها عند التاسعة ليلاً؛ وعندها تنجح الخطة المرورية، وننعم بالأمن المروري والهدوء النفسي المنشود!