الجنادرية - محمد السنيد/تصوير - عبدالملك القميزي:
أعرب أعضاء البعثات الدبلوماسية المعتمدين لدى المملكة عن إعجابهم بما شاهدوه على أرض الجنادرية من تراث عريق يعكس الصورة الحقيقية لمناطق المملكة وما تتمتع به مقومات دينية واقتصادية وسياحية وتراثية وحضارية، جعلتها وجهة رئيسية لكافة بلدان العالم، نظير مكانتها الدينية والاقتصادية والثقافية، مؤكدين أن هذا التجمع الضخم يجسّد روح الطاقة المتجددة والمستقبل المشرق لأبناء المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز - حفظهما الله -.
وكانت وزارة الخارجية وفق مبادرتها وإثر مشاركتها في المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية 32» والتي تهدف لتوجيه عدد من الدعوات لعدد من البعثات الدبلوماسية لدول مختلفة من هم على أرض المملكة لزيارة قرية الجنادرية للتعرف على مشاركات المناطق المشاركة كذلك المؤسسات الحكومية والقطاعات المختلفة، كذلك للتعرف على الإرث العام التاريخي للمملكة وما يقدم في الجنادرية من أكلاتٍ شعبية وعروض فلكلورية يتميز بها كل جناح على حدة.
زار يوم أمس الجمعة عدد من البعثات الدبلوماسية في المملكة هم وعائلاتهم وأبناؤهم قرية الجنادرية للاطلاع على هذا العرس الوطني والإرث التاريخي كما أسموه، رافق البعثات وكيل وزارة الخارجية لشؤون المراسم الأستاذ/ عزام بن عبد الكريم القين، وكان في استقبالهم في الجنادرية قائد وحدة أمن وحراسة معسكر الجنادرية اللواء عبد الرحمن بن عبد الله الزامل الذي رحب بهم وقدم شرحًا لهم عما تحتويه القرية بشكل عام، وخلال جولتهم اطلعوا على جناح الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني وما يعرض به من معلومات عامة عن بعض المناطق بشاشات عرض سينمائية ضخمة ومطويات مطبوعة تبين أهم الآثار في المملكة، وأبدى الوفد إعجابهم بما شاهدوه في جناح الهيئة، بعد ذلك اتجه الوفد لمقر جناح وزارة الخارجية وشاهدوا أبرز المعروضات الوثائقية كذلك بعض الجوازات المعروضة لحكام المملكة وعدد من أصحاب السمو الملكي الأمراء، وما يضمه الجناح من أركانٍ مشاركة تبرز دور وزارة الخارجية والعلاقات الدبلوماسية بينها وبين أشقائها العرب والأجانب، ثم تناول الجميع مأدبة الغداء المعدة على شرفهم. بعد ذلك اتجهت البعثات الدبلوماسية لجناح قوات الأمن الخاصة الذي استعرض فيه الجناح ما وصلت إليه القوات الخاصة من تجهيزات حديثة وتقنيات عالية، المستخدمة في إزالة وإبطال المتفجرات، كذلك استمع الوفود لشرح مفصل عن أجهزة البحث والتفتيش الخاصة بكشف الحقائب والطرود « X RAY» ، وأجهزة « G SCAN» المتخصصة في كشف المواد الإشعاعية والمعادن، مبيناً أن القوة تعرض العديد من أجهزة الريبورتات المتقدمة المستخدمة في إبطال وإزالة المتفجرات والتدخل السريع عن بعد. وفي ختام جولتهم في الجناح انبهر الجميع بما شاهدوه من تقنية في جناح القوات الخاصة، واتجهت الوفود لجناح رئاسة أمن الدولة والذي يضم عدداً من الأركان التي تمثل القطاعات الأمنية العاملة تحت مظلة رئاسة أمن الدولة، على غرار (إدارة المتفجرات - وأمن المطارات - والإدارة العامة لسجون المباحث - ومركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية - والعمليات الميدانية - والمباحث الإدارية - وكلية نايف للأمن الوطني - والإدارة العامة للأمن الفكري - والقيادة العامة لطيران الأمن - وقوات الطوارئ الخاصة)، تلا ذلك زيارة للمركز الوطني للعمليات الأمنية 911 وتجول الجميع داخل أركان المعرض مشيدين بما شاهدوه من تطور سريع لهذا الجهاز الجديد، وبعد ذلك زارت اليئات الدبلوماسية جناح الجمارك السعودية والذي قدم استعراضًا للبرامج التي أطلقتها الجمارك مؤخراً والتعريف بها، والمتمثلة في البرامج التي ساهمت في تبسيط الإجراءات الجمركية وتسهيل التجارة، وأدّت إلى إيجاد بيئة جاذبة للمستثمرين من خلال إجراءات جمركية أكثر مرونة وفاعلية تساهم في تحقيق الأهداف الوطنية المشتركة، كما استعرض الجناح أبرز المضبوطات وطرق ضبطها والآليات التي تم توفيرها للتصدي لمن يحاولون العبث بممتلكات الوطن عبر تهريب الممنوعات بأنواعها، كما وقفوا على جناح بيت المدينة المنورة وشاهدوا ما يعرض في بيت المدينة من إرث وتاريخ يبين مسيرة الحجاج والمعتمرين كذلك أبرز ما يتميزون به أهالي المدينة من حرف وأكلات ورقصات شعبية. كذلك زارت الوفود بيت الباحة وأبدوا إعجابهم بما رأوه.
بعد ذلك زارت الوفود بيت القصيم المشارك في الجنادرية 32 والذي يعرض مسيرة التجار سابقًا كذلك أنواع التمور والقطع الأثرية التي تتميز بها القصيم والكليجا، واستمع الجميع لشرح موجز عن السياحة في القصيم وعوامل نجاح الاستثمار في شتى أنواعه.
بعد ذلك اطلعوا على بيت حائل في مقر المهرجان واطلعوا ما يحتويه البيت، من تراث، وأقسام، وجناح جامعة حائل، وجناح إدارة التعليم، وركن المقتنيات التراثية والحرفيين والسوق الشعبي.
بعد ذلك تجولوا الجميع في قرية جازان مبدين إعجابهم بالأصالة والعراقة التي تمزج الماضي مع الحاضر، لا سيما بأن قرية جازان تستعرض صورًا عن تضاريسها وإرثها التاريخي كذلك تعرض بعضا من الثقافات والفلكلور الشعبي الذي تتميز به والعشة الطينية كذلك البيت الفرساني الذي يجسد البيئة البحرية في جزيرة فرسان.
وعن الزيارة يقول سعادة السفير الدكتور فوزي كبارة إن هذه الزيارة الأولى له وأنه تم تعيينه مؤخرًا من حكومة بلاده ليكون سفير دولة لبنان لدى المملكة العربية السعودية مشيدًا بعمق العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين، مؤكدًا بأنه مثمن لوزارة الخارجية هذه الزيارة ويؤكد بأنه منذ فترات طويلة يتمنى زيارة السعودية وزيارة هذا المهرجان ولكن لأنه يقام مرة واحدة في السنة يتعذر علي المجيء له بسبب ارتباطاتي الدبلوماسية.
بينما قال السفير عيا تيدجاني «سفير فوق العادة مفوض» وهو سفير جمهورية الكاميرون إنه يتشرف كل عام منذ أن عين سفيرًا لجمهورية الكاميرون بزيارة الجنادرية وقد زرت هذه القرية ست مرات وتمثل هذه الزيارة وهذه الدعوة عمق العلاقات مابين البلدين، كما أن كل زيارة يكتشف من خلالها تاريخ المملكة وينقل هو صورة جميلة عن هذه التظاهرة الجميلة لبلده الكاميرون.
ويضيف سعادة السفير الشيخ طاهر بيمبالي دامبا «سفير مفوض» لسفارة جمهورية غانا هذه الزيارة هي الأولى له للجنادرية وسبق أن زرت السعودية كثيرًا لكن القرية لأول مرة أتشرف بزيارتها وأنني من خلال هذه الجولة سأقوم بالتعرف على المملكة وأخذ صورة ولو كانت مصغرة من خلال هذا الكرنفال العربي.
ويضيف سعادة السفير إبراهيم مومبا سفير جمهورية زامبيا بأنه وللمرة الثانية يتواجد هنا في الجنادرية ورغم هذا فإن هذه الزيارة التي أتت لي بدعوة من قبل وزارة الخارجية أعتبرها زيارة جدًا مهمة وذلك من أجل الاطلاع على حضارة وثقافة وماضي المملكة ويجب على المرء أن يحرص على زيارة مثل هذه المهرجانات والاحتفالات لما تحتويه من عمق تاريخي، مضيفًا بأنه الآن يسعون بعمل اتفاقية وبرنامج بين المملكة العربية السعودية وبلاده من أجل تبادل الثقافات والتي منها تدريس الطلاب والبعثات الثقافية والمنتديات الثقافية كالاحتفالات والبازارات التي تقيمها بلاده.
بينما يقول سفير المملكة الهولندية سعادة السفير يوست رنتشس إنه هذه الزيارة الأولى له في الجنادرية وله ما يقارب سنة ونصف وهو ممثلاً لدولته لدى المملكة مبديًا دهشته لما يشاهده من حشد كثير يحرص على دخول الجنادرية ليتعرف على الثقافات كذلك دخولهم لجناح وزارة الخارجية والأجهزة الحكومية، مضيفًا بأنه زار الحدود الشمالية وجدة وتبوك كذلك حائل وعدد من مدن المملكة وما يشاهده هنا هو عبارة عن لمحة سريعة لما تتميز به مدن المملكة ورغم اتساع الرقعة الجغرافية لقرية إلا أنه مازال يحتاج لوقت لزيارة كل جناح ورغم هذا يثق بأن ما تختزنه المحافظات والمناطق أكثر مما يعرض، كذلك بأنه يحرص كسفير على نقل ثقافة بلده للمملكة بمشاركتهم للمملكة لعدد من المهرجانات وأيضًا بتمثيلهم لدولتهم هنا.
ويقول سفير سفارة نيوزيلندا سعادة السفير جيمس مونرو إن هذه الزيارة الأولى له في الجنادرية هو وعائلته ومبسوط من هذه الزيارة التي وجهت له لا سيما بأنها لم تقتصر على البعثات الدبلوماسية فئة الرجال ولكن نرى هنا كل سفير وكل ممثل بعثه دبلوماسية يحضر أبناءه وبناته وزوجته للمشاركة في هذا التجمع العظيم وهنا في هذه القرية نرى تجسيدا لروح الطاقة المتجددة في السعودية بقيادة الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وولي عهده وهنا نرى المستقبل الحقيقي للمملكة العربية السعودية وما هي متجه له من تطور وثقل اقتصادي واستراتيجي مؤكدًا على أهمية رؤية 2030 التي يرى بوادرها هنا في هذا المهرجان، مشيدًا بالتعاون الكبير في جميع المجالات ومنها الثقافية والعلمية بين البلدين مضيفًا بأنه قبل مدة التقى بأكثر من 150 طالبا سعوديا قد واصلوا مسيرتهم الدراسية في نيوزيلندا وسعيد لما شاهده من نشاط واستعدادهم للانخراط في سوق العمل السعودي ناقلين الكثير مما شاهدوه وعايشوه في نيوزيلندا. وأنا هنا افخر ولو بشكل بسيط بأن نيوزيلندا ساهمت ولو بشيء بسيط في إخراج مثل هذا الشباب المملوء بالنشاط والعلم والمعرفة ويسعى لتحقيق طموحه في نهضة بلده السعودية.