م/ نداء بن عامر الجليدي
في زاوية بناء هنا سوف استعرض رسائل الفضاء العمراني وما يدور فيه بشكل أسبوعي في صحيفتنا الغراء «الجزيرة» والتي تعتبر سباقة في أن تفسح صدرها للمهتمين لإيصال ما لديهم من نشاط فكري لقرائها الكرام والتي أخذت على عاتقها دائماً مبدأ التنوع في محتواها. ولأن بناء هو مفهوم شامل لكل ما يلزم لتعمير الأرض التي استخلفنا الله عليها.... سأناقش فوق بناء معكم كافة القضايا التي تدور في فضائنا العمراني بكل إيجابيتها وسلبيتها إن وُجدت، وبالصدق والمنهج العلمي وأود أن ننظر جميعاً إلى كوب العمران ونلقي الضوء على حجم ما فيه من ماء ونقترح معاً الحلول العملية لنزيد حجم الإيجابيات في الجزء الناقص من الكوب ونقلل من السلبيات التي تواجهنا عند تعبئتنا له ليتضح لنا فضاؤنا العمراني الذي نعيش به. في تصوري البسيط ومحاولاتي بأن تكون هذه الزاوية نافذة يمكن منها نشر المعرفة العمرانية لمن يتعايش معها ليتعرفوا من خلالها على واجباتهم وحقوقهم، فالإنسان المتهم دائماً بأنه الذى يسئ إلى المنتج العمراني الذي يتنفس هواءه ويشتم رائحته ولا ينطرب نظره إلا إلى الجميل منه.
سوف أكون أعزائي القراء في صفكم وأنا أعرف أنكم في دوامة تكاليف العمران الباهظة الذي لا تستطيعون مجاراتها رغم مرض سوقها في الوقت الحالي، وأنتم كذلك في دوامة تسطيح الحلول وفقدان الثقة للوصول إلى نقطة الضوء في آخر النفق..نحن جميعاً في حاجة إلى معرفة مبسطة تؤكد لنا حقوقنا ونطالب بها لتعيننا على القيام بواجباتنا.. بعيداً عن الإطالة والتنظير الممل حقيقية لابد أن أوضح بأن الهموم العمرانية كثيرة جدًا ونحن في المملكة في تزايد سكاني في فضاء عمراني ..المطور منه لا يتعدى ثلاثة بالمئة من مساحة المملكة. وقضية ما يتعلق بمن يعيش في فضاء عمران السعودية هي القضية المحورية التي سوف تمس كل ما نناقشه في زاوية بناء فمن أجل أبنائنا بالسعودية يلزم أن يكون عمراننا أكثر صحة.. ومن أجل رفاهيتهم يلزم أن يمتد تطور عمراننا فوق كل موقع يحتاجه المواطن السعودي، ولا يظل حبيسًا حول أراضي تقتص من مساحة مدننا ما أنزل الله بها من سلطان. وسوف يكون شعاري معكم (Until everybody is well).