محمد عبد الرزاق القشعمي
عمل من عام 1380هـ مساعداً لمدير معهد المكفوفين، ثم مساعداً لمدير التعليم الخاص بوزارة المعارف، ثم مديراً لبرامج التعليم الخاص حتى عام 1396هـ، حيث أحيل على التقاعد المبكر بناءً على طلبه.
عمل بعد ذلك في القطاع الخاص ثم تفرَّغ للكتابة مع مشاركات ثقافية في النادي الأدبي وجمعية الثقافة والفنون والمهرجان الوطني للتراث والثقافة.
وقال إنه بدأ الشعر مبكراً إلا أنه تأخر في النشر، فأول قصيدة نشرها في مجلة اليمامة في 7-4-1395هـ بعنوان (حلم)، وقال: إن شعره يتسم بالبساطة وعدم التكلّف في بناء القصيدة، فهو يفضل الشكل الشعري المختزل، كالمقطوعات والرباعيات على النظام الخليلي ذي الشطرين، وله بعض القصائد القليلة على نظام الشعر التفعيلي. كما تتسم لغته الشعرية بالعفوية والبساطة التي ربما توقعه أحياناً في الابتذال اللفظي، والتعبير العامي.
قال عنه الشاعر سعد البواردي: استشعرت مع كل لقاء أنني أكتشف إنساناً رومانسي الفكرة، خلوق الطباع، ابتسامته الشفافة تنم على روح لا تعرف الحقد ولا الكراهية، ولا النفاق. وقال عنه عبدالوهاب الفائز لقد كان إنساناً يدفن آلامه وأفراحه وأحزانه في ذاته لتخرج شعراً رقيقاً عذباً، وهناك من يجزم أن منافذ الشعر في ذاته هي التي (نفست) له سنين عديدة.
كتب عنه الدكتور عبدالعزيز الخويطر في (المجلة الثقافية) ملحق الجزيرة في 7-3-1425هـ قائلاً: كلما مر في ذهني محمد بن سعد المشعان وقف أمام ناظري وجهه الباسم، وملامحه الرزينة، واستعدت الطمأنينة التي تسيطر على جوانحه، وكأنه يتدثر بأردية الفضيلة واليوم في يدي ديوانه الأخير (رباعيات المشعان) وهي رباعيات كان يكتبها تباعاً في صحيفة الرياض، وكنا نتلقفها بلهفة، لما تمتاز به من إبداع في الفكرة، وسلاسة في الأسلوب، بوزن راقص، وقواف طبعية بهجة (...) إلى أن قال بعد أن استعرض بعض الرباعيات: ولو تركت لنفسي العنان لوقفت عند كل رباعية، فكل واحدة فيها مدخر يعبق بفوح الزهر، وشذى الورود، وكل واحدة لها حق في أن يوقف عندها، فتوفى حقها تحليلاً وتعليلاً، واستشفافاً لما كان يدور في ذهن الشاعر المبدع...
وتمنى الخويطر أن يتلقى الطلاب في صفوفهم مثل هذا الديوان كقراءة حرة، لتساهم في رفع مستوى لغة الطالب، وحسن إنشائه، وإيجاد حصيلة يستفيد من مخزونها عند الحاجة.
حصل الباحث أحمد بن عبدالعزيز المهوس على درجة الماجستير من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية - كلية اللغة العربية - قسم الأدب، بعنوان (شعر محمد بن سعد المشعان، دراسة موضوعية وفنية).
توفي - رحمه الله - يوم عيد الفطر سنة 1422هـ - 5-12-2001م بعد معاناة من المرض لم يمهله طويلاً.
وقد رثاه الكثير من أصدقائه ومحبيه. كما جمع ابنه عبدالله رباعيات المشعان التي كان ينشرها في جريدة الرياض على نفقة صهره الدكتور محمد بن عبدالله المفرح، وقدّم له الأستاذ حمد القاضي.
واختتمت الرباعيات بقوله:
يا قوم إني بالحياة متيم
ببهائها ونعيمها أنا مغرم
عاشرتها دهراً وقد أحببتها
فلقيت إغراء يزيد ويعظم
ونسيت في لذاتها غدراتها
وظننت أن العذب لا يتعلقم
حتى تراكمت السنين فأسفرت
سنن الحياة عن الذي لا يكتم