العتب على بعض المواسم تحصد القلوب قبل وقت نضجها وترمي بها بين يدي الجاهلين بالأنواء ومواسم البذر والغرس والحصاد.!
كم من قلب سُلب من بين أضلاع صاحبه قبل أوانه لأن عواصف الحياة لم تمهله حتى ثبات الأقدام على أرض حقيقة المشاعر، ألقته بعيداً وتلاطمت أمواج الجهل به فلا هو العارف بالغوص ولا هو القادر على النجاة.
يدرك بعضنا أن الحب للحب عذاب بعد فوات الأوان وبعد أن مضت السنوات وهو مغمضاً عينيه لإيمانه بأن عيون الحب عمياء حتى وإن أبصرت!
وينسى أنه بعد كل هذا العمر لم يخطُ خطوة واحدة ولم يبصر إلا نفسه.
تخدعنا عيون من نحب عندما نسبرها لأننا لم نترك لأنفسنا حرية البحث فيها وتركنا لها تشكيل شعورنا كما تريد هي لا كما نشعر نحن.
نسمع صوت الحبيب وكأن لا صوت غيره ونغفو على خيره كأن اليوم التالي لن تشرق شمسه إلا بصباح الخير منه!
وتأسرنا قبلة واحدة العمر كله ويبقى الوفاء لها وكأن كل قبلة بعدها ضلت طريق الشفاه ولم تهمس بالحب كما يجب..!
عجيب أمرنا نختار أصعب الطرقات وكأن الطرق لم تمهد بعد؟! أو لأن العشاق لم يحفظوا من خالد الفيصل إلا (يا مدور الهين ترى الكايد أحلى)؟!
نرتشف قهوة الصباح المرة وبرسالة أو صوت أو حتى طيف يختلط بها السكر من حيث لا نعلم ونسرح قليلاً مع صوت طائرة عانقت السحاب ونردد كما الأطفال
(يا طائرة خوذينا معك).
بعد أن كنا نتحدث بصيغة المفرد صار الحب يجمعنا وتخيلنا أن طرح البعد أبسط أنواع المسائل التي يمكن حلها و أن كيمياء القلوب امتزجت عناصرها ولا يمكن فصلها ولكننا بعد هذا كله اكتشفنا أن جغرافيا الأرض لم تعد تسعنا ولم تستطع حتى أن تشكل خريطة لوطناً يضمنا!
في البعد قرب المسافة وليطمئن قلبك لا أحد مثلك..!
** **
- بدرية الشمري