علي الخزيم
هي ملاحظات ووقفات أو ممارسات عابرة تحدث عندنا وعند غيرنا بمناسبات واحتفالات متعددة، غالبها مقتبس أو مقلد من شعوب وثقافات أخرى، ولا أقول بانها مُعيبة أو مجافية للنواميس والأعراف (عدا تلك التي تمس الدين والعقيدة)، وقد نتفق على أنها تمر بحياتنا ولا نلتفت لها التفاتة المستغرب أو المستنكر، ونتعامل معها كغيرها من الأمور المستجدة والمستحدثة مما نسميها تجاوزاً بالاعتيادية؛ بمعنى أننا تعودنا على مثلها ولم نتجاوز ذلك لنمنح تأملاتنا فرصة لاستقصاء مصدرها، فمن أين جاءت وكيف تغلغلت بمفاصل حياتنا؟!.
قبل إيراد الأمثلة على هذه الحالات يمكن القول إن من مصادرها تمازج الثقافات بأوساط الشعوب وانتقال عادات وفعاليات من شعب لآخر أما بالجيرة أو المشاركات بالأنشطة الثقافية والرياضية والفنية ونحوها، غير أن من المهم أن لا نعمد للتقليد بأعمال حركية وإشاريَّة قد تكون غير مقبولة في شريعتنا وأعرافنا وتقاليدنا مما يُشوِّه هذه القيم أو يُدنِّسها دون إدراك منا بآثار هذه السقطات لا سيما أن الصغار يلتقطونها من الكبار ومن المشاهير ويعدّونها جائزة مقبولة لصدورها منهم.
من ذلكم كيكة (كعكة) الاحتفال بإنجاز ما؛ وقطعها بيد المُحتفى به أو من يرمز لجهة الإنجاز، ثم يكون مآلها غالباً للبعثرة والنفايات، لأنها مكونة من طبقات من السكر والإصباغ وعجينة البودرة البيضاء وكلها غير صحية، وكنت قد شاركت بمناسبة احتفال صديق بنجاح نجله الذي كانت صورته تُزيِّن الكعكة؛ وعند التوجه لقطعها تبيَّن أن وجه الابن بالصورة مشوه الملامح، فاستشاط الأب غضباً مُتَّهماً الأطفال بالعبث بها، ولم يعلم أن أحد المدعوين يُحرِّم التصوير وقد فعلها خفية! وبالمثل فإن عادة قص الشريط لافتتاح مشروع ونحوه قد تكون من الممارسات البائدة وهي تكلف مصاريف لا مبرر لها، ويمكن استبدالها بما يستمد من البيئة والمجتمع، أما الدرع التذكاري -ويقال إنها مؤنثة فأقول التذكارية- فإنها من أكثر ما يثير الضحك والتندر؛ فهي قطع خشبية مزخرفة ترهق المؤسسات والدوائر بقيمتها ولا فائدة منها غير الرمز التكريمي، فلو استبدلت بما يفيد لكان أجدى، وأنا أقبل بدل الدرع (لو تورَّط أحد بتكريمي) بعشاء جيد حتى بمطعم أربع نجمات.
ومما يبدو أنه مزعج لكثير من فئات المجتمع قصات شعر الرأس المقززة لا سيما من اللاعبين، وهي بنت التقليد الأعمى وأكثرها لا يتناسب مع مظهر اللاعب، بل إنها تزيد العين نفوراً من مظهره، وكم تمنى جمهور الكرة أن يُعدِّل بعض اللاعبين قصاتهم هداهم الله، ولأننا أمام الملعب فلعل من المناسب التذكير بخطورة تقافز اللاعبين فوق اكتاف وظهور بعضهم البعض عند إحراز فريقهم هدفاً بمرمى الخصم، فبحسب أطباء العظام فان لها مخاطرها المستقبلية، ثم إنها من المشاهد التي قد تكون غير مقبولة ويمكن الاكتفاء بما هو أسلم وأفضل، كما أن هناك تصرفات مؤذية لا يمكن قبولها يفعلونها والكاميرا مسلطة عليهم قبيل تنفيذ ركلة جزاء وغيرها، هي ملاحظات قد يرى البعض إهمالها، وبعد التأمل سيدرك أهميتها.