هالة الناصر
اكتشف الشباب السعودي مؤخراً بأن أي مهنة يكون فيها مجتهداً وحريصاً ستكون له مدخلاً مادياً تجعله يعيش سعيدًا فوق خط الفقر ضمن الطبقة المتوسطة في تطلعات وأحلام وتخطيط الانتقال لطبقة اجتماعية أعلى، لفظ الشباب السعودي أخيراً، سياسية العيب، وخلع عباءة الخجل من العمل في المهن الهامشية، وشمر عن ساعد الجد لتحقيق النهضة الشاملة في مختلف المجالات تمشياً مع برنامج التحول الوطني 2020، ورؤية المملكة 2030 التي قوامها الدماء الشابة، لتمكين تغيير الواقع وبناء اقتصاد قوي يضاهي أعتى الاقتصادات العالمية.
الرغبة الشبابية الجامحة في التغيير للأفضل، خفضت معدل البطالة إلى 5.8 % خلال الربع الثالث من العام الماضي، وفقاً للبيانات التي أعلنتها هيئة الإحصاء، فيما بلغت جملة المشتغلين من واقع بيانات السجلات الإدارية في المملكة 13.758.064 فرداً، وبلغ إجمالي السعوديين الباحثين عن عمل 1.231.549 فرداً، منهم 190.822 ذكورًا، و1.040.727 إناثًا.
وأكدت نسبة الباحثين عن عمل من السعوديين أن الشباب هم الأكثر حيوية ونشاطًا وهمة تجاه رفعة وطنهم، إذ كانت أعلى نسبة للباحثين عن عمل من الفئة العمرية (25 -29) سنة، بنسبة 31.3% من إجمالي طالبي الوظائف، نصفهم يحملون شهادة جامعية، هذه الأرقام، مع دلالتها على علو همة الشباب، تحكي عن نهضة جيل صاحب فكر مختلف، ونظرة ثاقبة لمستقبل سيكون زاهراً بهم، لتزدهي المملكة وتتزين مواقع علمها بشبابها وشاباتها في ظل التوجه نحو سعودة الوظائف وتطوير الوطن بسواعد أبنائه. جيل اليوم تبنى عليه آمال أمة، أنجز كبارها ما يليهم من مهام وطنية، ولا يزال عطاؤهم متواصلاً، إلى أن يقوى عود فتية متسلحين بالعلم، في قلوبهم عزيمة لا تلين لمواصلة ما بدأه كبارهم، مع تصميم وإرادة على إصابة النجاح دون يأس، فمن لم يملك شهادات عليا يملك الخبرة في مجال ما، تمكنه من خلاله تقديم ما يفيد الوطن ويسهم في تنميته الشاملة. وسيأتي اليوم الذي سينتهي فيه مصطلح المهن والأعمال والوظائف المسماة بـ»الهامشية» إلى درجة موازاتها بالمهن الفنية والعلمية والأكاديمية، من واقع تهافت الشباب عليها في الوقت الحاضر، بعد أن أصبحت قناعتهم الراسخة هي «العمل ليس عيباً وإنما العيب هو البطالة»، فما رفع الدول إلا أن شبابها يعمل في مختلف الوظائف دون «خجل». وسبب نجاح خطط التنمية في اليابان وكوريا والصين وأمريكا وغيرها من الدول الكبرى هو أن أبناء هذه البلدان المتقدمة والمتحضرة يعملون في كل المجالات من أطباء، ومهندسين، وعمال نظافة ومجاري وطهاة وغيرها من المهن.