محمد المنيف
عاد المهرجان الوطني للتراث والثقافة هذا العام بزخم إبداعي كما عهد منه، مختصراً ومختزلاً كل مشارب الفنون والتراث بما حظي به من دعم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز حفظه الله وولي عهد الأمين الأمير محمد بن سلمان من الدعم الذي شمل كل ما يخدم ويسعد المواطن، وباهتمام من المسؤولين في الحرس الوطني الذين فتحوا قلوبهم لزوار المهرجان قبل أبوابه وعلى رأسهم الأمير خالد آل مقرن، وزير الحرس الوطني الذي يتابع كل تفاصيل المهرجان ويهيئ له سبل النجاح.
وإذا كان كل من في المهرجان من أصحاب الإبداعات يزهون بتخصصاتهم فإن للفنانين التشكيليين أيضاً المشاعر ذاتها، بتعبيرهم عن جمال تراث الوطن في لوحاتهم، لنعود معهم لاستحضار بعض من مسيرت الفن التشكيلي وحضوره ومشاركته بقية الفعاليات عبر اثنين وثلاثين عامًا من عمر المهرجان المديد شارك فيه الفن التشكيلي سنة بعد سنة نتيجة ما حظي به هذا الفن من مكانة منذ انطلاقة المهرجان، ومع أول خطواته (عام 1405هـ - 1985م) بدأ بمعرض في (رواق خيام) دعي له نخبة من التشكيليين من مختلف مناطق المملكة من رواد بدايات الفن التشكيلي الأوائل منهم الفنانون الرواد الراحلون: محمد السليم وعبد الحليم رضوي وعبد الجبار اليحيا، ثم أعطي هذا الفن نصيبه من التطوير من أروقة الخيام إلى ارواق في بيوت الطين وصولا إلى ما أقيم له من صالة عرض مستقلة قبل إلغائها احتضنت أعدادًا كبيرة من اللوحات وسهلت مهمة الجمهور للاطلاع عليها، أعدت إعدادًا متقدمًا وحملت اسم الفنون التشكيلية واشتملت على كل تفاصيل تصميم سبل العرض من الإضاءة وبقية مستلزمات العرض وإقامة الورش الفنية التي تنوعت وتعددت من عام إلى آخر، كما أقيم في تلك الصالة عديد من المسابقات.
جاء إلغاء الصالة بعد أن أخذت كل منطقة بإقامة معارض للفنانين في البيوت المخصصة لكل منطقة ومنها (البيت الحائلي والبيت العسيري والقصيمي إلى آخر المنظومة)، قدم فيها الفنانون إبداعاتهم في مساحات من غرف تلك البيوت حققت الفكرة نجاحًا منقطع النظير نتيجة اشتراك الفنانين في التعبير عن تراث وبيئات مناطقهم.