أ.د.عثمان بن صالح العامر
أذكر أنني حين كنت أبحث عن موضوع أتقدم به لنيل درجة الدكتوراه استشرت عدداً من مفكري عالمنا العربي حيال دراسة (إشكالية النهضة في الفكر القومي العربي)، ومن بين هؤلاء المفكرين الذين قابلتهم صيف 1414هـ في العاصمة السورية «دمشق» الدكتور الطيب تيزيني المفكر القومي الماركسي المعروف، الذي يعتمد على الجدلية التاريخية في مشروعه الفلسفي لإعادة قراءة الفكر العربي منذ ما قبل الإسلام حتى الآن، حيث زرته في منزله في العاصمة السورية «دمشق» صيف 1414هـ، وبعد نقاش وجدل فكري طويل حول جدوى الدراسة وجدتها، قال لي: لماذا لا تدرس (إشكالية النهضة في الفكر الوهابي) يقصد في دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب السلفية الإصلاحية المعروفة، وبعيداً عن مراده فيما ذهب إليه، فقد بادرت حينها بالرد عليه مشيراً إلى أن هذا المصطلح لم يرد في كتابات المدرسة السلفية عموماً، إلا أن النهضة في مفهومها العام ودلالتها العلمية لا تعد إشكالية في نظر هذه المدرسة تحتاج إلى تجلية وبيان من قبل الباحثين- كما هو الحال في كثير من المذاهب الفكرية والتيارات النهضوية في عالمنا المعاصر- فنحن في المملكة العربية السعودية نرى أن الأساس الأول والقاعدة الأهم لقيام أي مشروع إصلاحي نهضوي (سلامة المعتقد وقطع دابر الشرك)، وهذا الأمر ليس جديداً في نظر المدرسة السلفية، إلا أن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله جدد وبعث هذا المبدأ العظيم وطبقه واقعاً في حياته، وعلى نهجه سار من بعده سواء أكانوا ولاة أمر أو علماء ودعاة، أو طلبة علم ومثقفين، بل حتى العامة، ومن هذا الباب يُقرأ خبر أمر صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة بإزالة أربعة مواقع في بني سعد بمحافظة ميسان جنوب الطائف، تُمارس فيها شركيات من بعض المعتمرين من جنسيات مختلفة، وإزالة كل ما يتم التبرك به سواء أكان شجراً أم حجراً، وذلك بعد تداول مقطع في وسائل التواصل لمعتمرين يتبركون بشجرة في بني سعد ويقبلونها ويتمسحون بها، اعتقاداً منهم أن النبي صلى الله عليه وسلم استظل تحتها.
إن من النعم التي نشكر الله عز وجل عليها أننا ننعم بالعيش في بلد السلام والإسلام، الأمن والأمان، وطن ترفرف فيه راية التوحيد «لا إله إلا الله محمد رسول الله»، وطن يقوده بكل حنكة وحكمة وحزم وعزم واقتدار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان اللذان يؤكدان في كل مناسبة أنه لا مساومة على العقيدة والإنسان والأرض، وطن فيه أمثال صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل الذي عرف بمواقفه الدينية والوطنية والإنسانية. حفظ الله هذه البلاد عقيدة وقيادة وعلماء وجنوداً وشعباً وأرضاً، وبارك فيها، وأدام عزها، ويسر أمرها، ونصرها على أعدائها اللهم آمين.