سعد الدوسري
تطور فن التسويق في العالم تطوراً مدهشاً، بدعم من القفزة العالية في تقنيات الإنتاج التلفزيوني، والانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي، وأخذت الأفكار التسويقية لشركات الطيران والفنادق والسيارات والمطاعم وماركات الملابس، تتنافس تنافساً شرساً، بهدف الوصول للمستهلك. وفي هذه الحمَّى المستعرة، قد تخرج علينا بعض الأفكار الشاذة، ويكون الهدف منها هز قناعات الجمهور التسويقية. وقد يكون هذا مقبولاً، إذا كان من ينفّذ تلك الأفكار متمكناً من أدواته، أما إذا تم تكليف تنفيذيين غير مؤهلين، فإن النتيجة قد تكون عكسية، مما سيؤدي إلى نفور المستهلكين والمستهلكات من السلعة، تماماً مثل برنامج «الكاميرا الخفية»، الذي نجح في الغرب، لكنه فشل في الدول العربية، نظراً لاختلاف الثقافتين.
في أحد المطاعم الخليجية، اعتمدت فكرة التسويق على البحث عن قطعة معدنية مهمة في معلم سياحي للبلد. ومن يجده، سوف يستمتع هو وعائلته بوجبة من وجبات المطعم. الفكرة جميلة وداعمة للسياحة الداخلية؟! لكن، كيف يمكن تطبيقها؟! هل نطلب من الشباب والشابات أن يبحثوا عن هذه القطعة، في حديقة من أهم حدائق الرياض، وأن يخربوها ويزعجوا مرتاديها من أجل وجبة عشاء؟!