فهد بن جليد
يواجه الآف الشبان السعوديين من أصحاب مشاريع «الفود ترك « تحدياً صامتاً مع تزايد الاتهامات بأنَّهم يُبالغون في أسعار مُنتجاتهم، ويبيعون الأطعمة والمشروبات بأسعار « أغلى بكثير « من المطاعم والمقاهي الرسمية، حتى باتت مشاريع الفود ترك في مرمى الاتهامات بعد أن كانت تحصل - مُنذ أقل من عامين فقط - على دعم ومساندة شعبية كاملة, لكون العاملين بها شباب وشابات الوطن ممن يستحقون بالتأكيد الدعم والمُساندة والتشجيع، إلا أنَّ المشهد بدأ يتغير مع تشكُّل « تصور خاطئ « عن استغلال بعض أصحاب هذه العربات لتعاطف المُستهلكين السعوديين, وكأنَّ بعض هؤلاء الشبان في نهاية المطاف يتاجرون بمشاعر الناس ليستغلونها ويتربحون من خلالها, فهم لا يبيعون بأسعار عادلة تتناسب مع تكلفتهم والتزاماتهم الشهرية, حيث (لا رسوم، ولا رواتب، ولا إيجار... إلخ) كما تدفع المحلات الرسمية الثابتة, وقد يكون هذا أحد أسباب ما نسمعه من الناس مُباشرة، وما نقرأه في وسائل التواصل الاجتماعي حول هذه المشاريع..
عربات الفود ترك المُهمَلة في بعض الشوارع والساحات، وأعداد المعروض منها للبيع, مؤشر يدلك على المشهد الحالي والذي يتطلب إعادة « ترتيب الأوراق» من قبل الشبان والشابات أنفسهم أصحاب هذه المشاريع، وليس من قبل الجهات التنظيمية أو الرقابية أو الإشرافية كما يحدث في كل مرة، فتصحيح الصورة في أذهان الجمهور واستعادة ثقة واختيار المُستهلكين أكثر، لدعم المشاريع القائمة، والترحيب بالمشاريع القادمة, يتطلب إنشاء «جمعية أو هيئة أو منظمة أهلية « تعني بالعاملين في هذا النشاط من الداخل، تقدم النصائح لهم وتنقل الخبرة بينهم، وتُجوِّد عملهم وترفع كفاءتهم, لتعكس همومهم واحتياجاتهم، وتطالب بحقوقهم وتدافع عنها, وتُذلِّل كل الصعاب أمامهم، وترتب وتنظم مُطالباتهم، ليرتفع مستوى الخدمة والتكلفة بشكل مرضٍ ومُقنع لجميع الأطراف، وتكون هذه الهيئة أو الجمعية مرجعية لأصحاب هذه العربات لتصنيفهم وترتيبهم وتوحيد صوتهم وجهودهم، ويمكن تشكيلها من رواد هذا النشاط وأصحاب العربات بالاختيار أو الترشيح.
وجود جمعية أو هيئة تنظم عمل أصحاب عربات الفود ترك، سيغير المشهد لصالح أبنائنا وبناتنا، وسيدعم عملهم أكثر, لتكون بمثابة الصوت الناطق باسمهم، والمرشد لعملهم، بتوثيق التجارب الناجحة، وتجدد الأفكار الخلاقة والمُبدعة، ومُعالجة المشاكل القائمة، حتى نرى المزيد من هذه المشاريع تنجح وتزداد.
وعلى دروب الخير نلتقي.