الطائف - عليان آل سعدان:
شهدت جامعة الطائف انعقاد ندوة نقاشية حول «قيادة المرأة للسيارة»، نظمها كرسي الأمير خالد الفيصل للالتزام بالنظام واحترامه، وتناولت نظرة المجتمع لفكرة قيادة المرأة للسيارة، وأبعادها من النواحي الشرعية، والمجتمعية والنظامية.
وشارك في الندوة الكاتب الصحفي خالد السليمان، وعميد كلية الشريعة والأنظمة بجامعة الطائف الدكتور عبدالله النفاعي، وعميدة كلية التصاميم والفنون التطبيقية الدكتورة هند عبدالغفار، ورئيس قسم الأنظمة بكلية الشريعة الدكتورة عبير العبيدي، فيما أدارها الدكتور أحمد الحريري.
وعبر السليمان عن سعادته بحسم الدولة للجدل القديم حول قيادة المرأة، موضحاً أن الحالة الوحيدة التي تمنع فيها المرأة من قيادة السيارة قانونياً هي عدم حيازتها لرخصة قيادة، وليس في نظام المرور مادة تحصر نوع من يحصل على رخصة القيادة للذكور فقط، مشيراً إلى أن المملكة العربية السعودية بها 1.3 مليون سائق خاص، يتقاضون 33 مليار ريال سعودي تقريباً، وهو المبلغ الذي يمكن توفير القدر الكبير منه عندما تقود المرأة سيارتها بنفسها.
واقترح وضع خطة استعداد لدخول المرأة مجال قيادة السيارات، تتلخص في تفعيل مبادئ السلامة المرورية والتوعية بها، وتفعيل مرافق المواصلات العامة وشبكات النقل العام، وأيضاً خفض عدد السائقين، وذلك بتقليل عدد الحاصلين على رخص القيادة من الوافدين، وقصرها على أصحاب المهن التي تحتاج لقيادة سيارة.
من جانبه، أفاد الدكتور عبدالله النفاعي، أن أمر قيادة المرأة للسيارة محسوم من الناحية النظامية (ممثلة في الأمر السامي بالسماح لها بالقيادة)، ومحسوم كذلك من الناحية الشرعية، من خلال إجازته من قبل هيئة كبار العلماء التي شكلت لجنة للبت في الموضوع عندما دفع إليها بالأمر، باعتبارها من أهل الحل والعقد فيه، خصوصاً بعد أن كثر الجدل في موقف الشرع منه.
وقال النفاعي: «إن القيادة في حد ذاتها جائزة لدى كل العلماء، فالأصل في الأشياء الإباحة، ما لم يوجد دليل قطعي الدلالة في تحريمه، فالخلاف إذن حول الصالح والفاسد، وهو ما يقرره ولي الأمر، وأهل الحل والعقد، وقد جاءت المصلحة في هذا الجانب راجحة لقيادة المرأة».
من جانبها، تحدثت الدكتورة هند عبدالغفار، عن أهمية قيادة المرأة، مؤكدة أنها «حاجة أساسية ملحة، وليست ترفًا كما يراها البعض»، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة وراءه إستراتيجية واضحة لتمكين المرأة، وتحقق مرتكزات رؤية المملكة (2030)، ونصحت المرأة بضرورة الإلمام بقوانين وآليات القيادة، لتكون جديرة بالثقة التي توليها إياها الدولة، خصوصاً أن الجهات المعنية بصدد اتخاذ التدابير اللازمة وتجهيز الآليات التي تضمن سلامة المرأة والمجتمع.
من جانبها، طالبت رئيسة قسم الأنظمة بكلية الشريعة الدكتورة عبير العبيدي بإقرار تشريعات تفعل دور القانون، وتشدد على تطبيقه في هذا الجانب. وقالت «إن المناخ المحيط بقيادة المرأة للسيارة في السعودية بحاجة إلى تأهيل»، كما عرضت بعض الإحصاءات التي تشير إلى التزام المرأة بقوانين القيادة في المجتمع الأميركي، من خلال تجربتها في اقتناء سيارة بالولايات المتحدة الأمريكية لمدة خمس سنوات.
وشهدت الندوة التي أقيمت بالقاعة الصغرى بشطر الطلاب بجامعة الطائف، حضوراً لافتاً للطلاب والطالبات، وتفاعلاً كبيراً أثرى موضوع النقاش.