عبدالله العجلان
تحت عنوان (أندية الأولى يا معالي الرئيس) كتبتُ هنا قبل أسبوعين عن معاناة هذه الأندية ماليًّا، وكذلك تهميشها، وعدم الاهتمام بظروفها، وتطبيق الأنظمة عليها بصرامة من قِبل اتحاد الكرة، وتحديدًا لجنة الاحتراف، على النقيض مما تحظى بها أندية دوري المحترفين. وناشدت في المقال معالي رئيس هيئة الرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ التدخُّل، ومساعدتها بتقديم دعم مالي أسوة بمعظم أندية دوري المحترفين، بواقع مليونَي ريال لكل نادٍ من الأندية الـ 16، بمبلغ إجمالي قدره 32 مليون ريال. ولأن معاليه عُرف عنه التجاوب والتفاعل السريع مع الأحداث الرياضية فقد بادر كعادته باتخاذ قرارات حيوية مفصلية تاريخية لتطوير دوري أندية الدرجة الأولى، وفي مقدمتها وأكثرها أهمية تسميته بدوري الأمير محمد بن سلمان، إضافة إلى دعم كل نادٍ بخمسة ملايين ريال، وزيادة عدد المحترفين الأجانب إلى أربعة، والبدء في إيجاد ناقل تلفزيوني لجميع مبارياته.. ولم يكتفِ بذلك بل دعم أندية دوري الدرجة الثانية، وأقر استعانة كل نادٍ منها بلاعبين محترفين غير سعوديين.
هي لفتة مهمة من معالي رئيس الهيئة، تجسد فعله وتفاعله وتميزه ونجاحه وبراعته في قيادة الرياضة السعودية بكل تفاصيلها ومكوناتها، وخطوة غير مسبوقة تجاه دوري ظلَّ على مدى سنوات طويلة مضت منسيًّا مهملاً رغم تأثيره الفني والجماهيري على الكرة السعودية؛ كونه يمثل قاعدة عريضة من اللاعبين والمواهب في مناطق عديدة من المملكة، وبعيدة عن الأضواء، ويضم أندية عريقة ذات شعبية كبيرة، بعضها كان له صولات وجولات في الدوري الممتاز، وأمد المنتخبات الوطنية والأندية الكبيرة الشهيرة بالعديد من النجوم الذين ساهموا في تحقيق الإنجازات والبطولات الكروية السعودية.. وأجزم بأن مردودها على أندية ولاعبي ومنسوبي أندية الدرجة الأولى سيكون ملموسًا وجليًّا في المستقبل القريب.
شكرًا لمعالي المستشار تركي آل الشيخ على حرصه واهتمامه وخطوة إنقاذه لدوري الدرجة الأولى، ونقله من حيث الدعم والمتابعة الإعلامية والتغطيات التلفزيونية إلى مصاف الدوريات القوية والمثيرة، وفي الوقت نفسه أتمنى من إدارات الأندية استثمار هذه الفرصة، والعمل بجد وبإنفاق مقنن فيما يتعلق بالتعاقد وحُسن الاختيار للمحترفين غير السعوديين.
لائحتكم واضحة!
تنفيذًا لقرار زيادة فِرق دوري المحترفين السعودي إلى 16 فريقًا أكد رئيس اتحاد الكرة الدكتور عادل عزت أن مجلس إدارة الاتحاد سيجتمع خلال الأسبوعين القادمين لإقرار الآلية التي ستطبَّق بموجبها الزيادة. شخصيًّا فوجئت بما ذكره رئيس الاتحاد، وكأن لائحة المسابقات بحسب تعديلها الأخير المعتمد في أكتوبر الماضي 2017م لم تنص في مادتها الـ49 (الفقرة الـ6) على ما يأتي:
«في حال إقرار الجهة المنظمة أي زيادة في عدد الأندية في أي درجة من الدرجات تكون الزيادة من أندية الدرجة الأدنى حسب ترتيب الفرق في الموسم السابق لتطبيق القرار».
هذا النص الواضح الصريح، الذي يشير إلى استمرار الهبوط من الدرجة الأعلى للأدنى بحسب الترتيب نهاية الدوري، أي هبوط الثالث عشر والرابع عشر من دوري المحترفين مباشرة إلى دوري الدرجة الأولى، على أن تكون الزيادة بصعود أصحاب المراكز الأربعة في دوري الأولى، لا يحتاج إلى تفسير أو تأويل، مثلما لا يجوز تعديله أو استبداله بآلية تخالف مضامينه لأي سبب كان. كما أن اعتماد الزيادة بمضمون اللائحة نفسه سيكون محققًا للعدالة ومبدأ تكافؤ الفرص في المباريات المتبقية في دوري المحترفين، وكذلك الأولى والثانية؛ لارتباط الزيادة وتأثيرها على الدرجات الثلاث كافة في الصعود والهبوط، إلى جانب أن هبوط فريقين من دوري المحترفين سيشكل إضافة فنية وجماهيرية وإعلامية لدوري الأولى (الأمير محمد بن سلمان). أما في حالة تغيير اللائحة، سواء ببقاء الهابطين، أو إقامة ملحق بين الهابطين وصاحبَيْ المركزين الثالث والرابع، فهذه الآلية ستقضي على روح الإثارة والمنافسة على البطولة وترتيب الفرق في دوري المحترفين في الجولات القادمة، ومثله دوري الأولى والثانية، عندما تتحول المباريات المتبقية للفرق المهددة بالهبوط إلى تحصيل حاصل..!
للأسباب والمبررات المذكورة، وحتى لا يحرج اتحاد الكرة نفسه، ويناقض لوائحه، عليه أن يكون حازمًا منصفًا عادلاً في تطبيق قرار الزيادة.
الوفاء لمهندس الوفاء
أسعد دائمًا وأبتهج لأي كلمة شكر أو مبادرة تكريم توجَّه لكل شخص يستحقها، وفي أي مجال، فكيف إذا كان التكريم لرجل بحجم وقيمة ومكانة المهندس سعود بن علي الصقية، هذا الذي بذل الغالي والنفيس لناديه الطائي بسخاء نادر وطيب خاطر، ليس في عام أو عامين بل على مدى ما يقارب الثلاثين عامًا مضت، كان خلالها معطاء متفاعلاً بلا حدود، وبكل ما يعنيه الجود والنبل والكرم وأيضًا الانتماء..
مساء أمس الأول السبت كان مساء حائليًّا مختلفًا، حضر فيه وفاء الطائيين بأجمل ملامحه وأسمى معانيه، وأثبتوا في تكريمهم لرئيس هيئة أعضاء الشرف أن الدنيا ما زالت بخير، وأن مجتمعنا الرياضي بإمكانه أن يصنع الرقي، ويحفظ الود لأهله.. كل شيء في الاحتفال كان لافتًا مبهرًا؛ لأنه باختصار شديد نابع من قلوب طائية، تنبض بالحب النقي الصادق قولاً وفعلاً وتفاعلاً.
«يستاهل أبو علي» هذا الحب وأكثر.. شكرًا لكل من حضر وشارك وساهم في احتفاء كهذا، سوف يتباهى به الطائيون، ويحفظه التاريخ لهم ولأجيالهم.. شكر خاص للرائعين الباذلين القائمين على الحفل الفضلاء الكرماء: سعود العبيد وسليمان العجلان وسعود القنون وعبدالله الصوينع وأحمد المرعب والزميل فرحان الجارالله.. مع دعواتنا بأن تتكرر أفراحهم واحتفالاتهم بمناسبة عودتهم لدوري المحترفين.