عبد الله باخشوين
في حوار تليفوني مع ابني فاروق الذي يعمل منذ تخرجه ((ماجستير محاسبة)) في إدارة محاسبة إحدى شركات الكهرباء في مدينة ((مالبورن)) الأسترالية التابعة لمقاطعة فيكتوريا، تحدثنا عن السباق مع الزمن الذي يخوض معه.. أو ضده ولي العهد محمد بن سلمان معركة تحدٍّ شرسة وذات أبعاد متعددة اقتصادياً واجتماعياً وحضارياً.
وإن كان الحديث قد توسع حول الجانب الاقتصادي.. قال فاروق:
- ربما لا تدرك يا أبي أن معركة ولي العهد تدور حالياً في مواجهة ((كحيل)) وعندما أدرك أنني لم أفهم معنى ((كحيل)) ضحك وقال موضحاً ((الذهب الأسود)) أو ((النفط)) سمِّه على كيفك.. لكن حرب الأمير محمد موجهة ضده وبطريقة شرسة وحاسمة.. بدءا من مشروعات المدن غير التقليدية وهيئة العلا.. وانتهاءً بالتوسع في استخدام الطاقة البديلة.. أو الطاقة ((النظيفة)) كما تسمى هنا.
- هل تعلم أن في مقاطعة ((فكتوريا)) توجد ((23 شركة كهرباء)).. جميعها تعمل باستخدام الطاقة النظيفة.. مثل الشمس والماء والرياح والحرارة الأرضية.
والتنافس شديد جداً بين الشركات التي تلبي طلبات ((الزبون)) أو ((المستهلك)) في مدينة مثل مالبورن عبر ثلاث شبكات مركزية.. أما خارج المدينة فهي تمد بالطاقة كل المصانع وشركات الإنتاج الزراعي والمعامل وغيرها.
وإذا كان الدافع النهائي هو ضمان بيئة نظيفة خالية من التلوث.. فإن أهداف الأمير محمد بن سلمان لم تصل لهذا المستوي بعد.. ذلك أن بلادنا وعلى مدى تاريخها الطويل تعتمد على النفط والغاز بشكل أساسي.. مما يجعل هدفه الرئيسي.. هو لجم هذا التدفق المهول لأسباب اقتصادية أولاً.. لأنه لا يصح أن يبقى اقتصاد دولة بحجم المملكة مرتبط.. أو ((متوأم)) مع النفط الذي تتحكم عوائده في كل شيء.. فيما يعتبر حجم الطاقة البديلة النظيفة أكبر وأغنى كثيراً مما تستفيد منه دولة مثل أستراليا.. رغم أنها قارة فإن مساحة بلادنا تكاد تكون قارة لوحدها وفيها من التنوع في معطيات الطاقة ما يزيد على ما لديهم.. فيما هم يستثمروه بشكل مثالي.. ونحن نتجاهله بشكل ((عيوب)) تجعلنا نركن للأخ ((كحيل)) دون أن نحرك ساكناً.. لكنني أؤكد لك أن الطاقة النظيفة هي أساس أي نهضة مستقبلية.. ورغم حرص المملكة على الإعلان عن النسبة التي لا يعتمد فيها دخلها على النفط.. لكن لازم ننتبه للشكل النهائي للعمل.. لازم نحرص على أن يكون كل شيء متقناً ويتناسب مع حجم العمل والجهد والمبالغ التي تصرف عليه.. وحتى الفن ما لازم يتكرر ما حدث في أوبريت ((أئمة وملوك)) في مهرجان ((الجنادرية)).. حيث إن العمل ظهر خالياً من الإتقان في تصميم الرقصات وعدم حفظ الراقصين للحركة والإيقاع.. وظهر البعض كأنه يؤدي ((وظيفة)) وليس عملاً فنياً جماهيرياً.. أمام تاج البلاد وعزها الملك سلمان -حفظه الله-.