صيغة الشمري
يتوارث المثقف العربي بعض العادات والتقاليد البالية التي تكون أشد وبالاً وخيبة من بعض عادات وتقاليد المجتمع التي يدعي محاربتها وتخليص مجتمعه منها، من هذه التقاليد أو القناعات الغريبة هوس بعض المثقفين في اعتناق اليسارية العمياء التي تكون طوال الخط ضد القيادة السياسية مهما كانت خيرة وضد أي قرار يصدر منها حتى لو كان أفضل قرار به مصلحة للجميع، أغلب المثقفين العرب تم أدلجتهم بشكل متوازٍ مع حزب الإخوان السياسي، كخطة بديلة لضمان استمرار زعزعة أمن المجتمع العربي وبقائه في حالة احتقان بحيث أن الذي لا يستطيع قوله أحد أتباع الحزب الإخواني يتبرع بقوله المثقف الذي يخدم الخطط الإخوانية حتى ولو لم يكن ينتمي للحزب، محاولات إسقاط هيبة الدولة ونسف الخطوط الحمراء بغرض نشر الفوضى هي خطة معادية لكل بلد عربي تأتي أولاً في الأجندة الإخوانية الشريرة وتمريرها كشرط من شروط اكتمال نمو المثقف العربي الذي يهدف لصناعته الحزب بشكل مباشر أو غير مباشر، انطلت هذه اللعبة على بعض المثقفين العرب وبالذات الذين يفتقدون للعمق الثقافي والمعرفي وصنعتهم الظروف نظراً لقلة غيرهم نتيجة فقر القراءة لدى المجتمع العربي يحدث توالد مثقفين شكلانيين يركبون موجة الثقافة كمطية للوصول لأهداف شخصية لا علاقة لها بالهدف السامي الذي يبحث عنه المثقف الحقيقي، بعض المثقفين السذج الذين تأدلجوا عن عمد أو جهل تتكون لديه قناعة غبية في مصادمة مجتمعه أو حكومة بلاده بحثاً عن السجن لاعتقاده بأن السجن سبجعل منه بطلاً قومياً، متناسياً أن من مهمة المثقف الحقيقي أن يتحاشى ذلك احتراماً لكرامته ومجتمعه لكي لا يجر في معترك وهمي وبطولة وهمية لا هدف منها سوى البحث عن مجد شخصي، فيركب موجة كلام الحق الذي يراد به الباطل. قبل أيام تم سحب ترخيص شركة بريطانية تقوم بتأمين الملابس الداخلية لملكة بريطانيا لأن إحدى العاملات قامت بتأليف كتاب سربت من خلاله مقاسات جسد الملكة ولم تسئ لها بأي كلمة، على الفور نشرت الشركة اعتذاراً والتمست الصفح مع أن الكتاب لا علاقة للشركة به، لكن القانون في كل بلد له خطوط حمراء يلتزم بها المثقف والإعلامي قبل غيره. أما البحث عن بطولات من خلال إثارة الفتن لغرض دخول السجن فهذه سذاجة ثقافية انتهت موضتها ولم تعد تمنح شهرة شخصية لأحد!