لبنى الخميس
تحدثنا في المقال السابق عن أبرز التحديات والمصاعب التي تواجه العشرينيين وما ينتج عنها من تراجع في الثقة بالنفس والشعور بالقيمة والجدوى.. وفي هذه المقالة نتناول بعضاً من الحلول التي من شأنها معالجة بعض هذه التحديات أو الوقوف في وجهها.
أولها أن تحيط نفسك بكتيبة من المؤمنين بك والموجهين الصادقين، يذكرونك بأن النجاح رحلة وليس محطة وأن التعثر هو ثمن الاجتهاد ومؤشر على أنك في حالة حركة لا سكون. عراب وموجه لك يمثل مرآة صادقة لنجاحاتك وإخفاقاتك.. يحتوي يقينك وشكوك.. فكثير من العظماء والناجحين لم يصعدوا القمة لوحدهم بل حظوا بموجه رافق خطواتهم الأولى كما حظى أفلاطون بأرسطو والشافعي بابن مالك، وارن بافيت بينجامين غراهام وأوبرا وينفري بمايا أنجلو.
ثانياً، في كتاب (العقد الفاصل) للكاتبة والاستشارية النفسية المختصة بعلاج تحديات ومشاكل العشرينيين ميغ جاي دعت للتركيز على دائرة علاقاتك الواسعة والتي تتجاوز شلة الاستراحة ومن تجاور مكاتبهم من الزملاء ما قد يحد من تعرف؟ وماذا تعرف في الحياة؟ وكيف تتحدث وتفكر وتعمل في مؤسستك.. ما تسميهم ذا ويك تايز وهم من قابلتهم مرات قليلة في دورة تدريبية أو جاورتهم في مقاعد الطائرة أو حادثتهم في صالة الانتظار وتبادلتم الأسماء والأرقام. هؤلاء من سيخدمونك لاحقاً لإنجاز معاملة، أو حل مشكلة، أو خلق فرصة ثمينة لم تتوقعها لتقدمك الوظيفي أو الشخصي.
الوصية الثالثة من نفس الكتاب تقول اصنع لهويتك الشخصية رأس مال من المهارات والخبرات ولا تعتقد بأن العقد الثالث من حياتك هو شوط بدل ضائع من المرح والمتعة كما تروج له بعض الأفلام والأغنيات والمجلات الشبابية والأهم لا تخف من الفشل والتعثر.. فغالباً من يسبقونك سناً ويفوقونك خبرة متسامحين مع أخطائك ومتفهمين لما تشعر به من اندفاع وطموح جامح فما هو مقبول منك في العشرين من هفوات لن يقبل منك في العقود المقبلة.
أخيراً، قد تكون أهم الوصايا التي أثرت بي شخصياً هي حقيقة أن لكلِ منا «توقيته الخاص»، بالنجاح والذكر الحسن والارتباط.. والعبرة ليس بكمية الشهادات التي تحصدها، والعلاقات التي تكونها.. والإنجازات التي تضيفها إلى سيرتك الذاتية، بل بنوعيتها وأثرها الحقيقي على نفسك ومحيطك. فلا تستاء من عشوائية الأشياء.. ولا تلعن ساعة عقاربها بطيئة.. فغالباً الأحداث المفصلية، والقصص الشيقة، والشخصيات الاستثنائية.. تمر بالكثير.. وتتطلب الكثير لتحدث.