محمد الشهري
الأيام تمضي مسرعة، والمساحة الزمنية بيننا وبين فصل الصيف المنتظر موعداً لإقامة مونديال روسيا بمشاركة الأخضر تضيق شيئاً فشيئاً، دون أن يلوح في الأفق بوادر حل لمشكلة عدم وجود هداف صريح يُعتد به لقيادة هجوم الأخضر في مهمته العالمية التي انتظرناها طويلاً؟!.
على أية حال: لم يعد الوقت يستوعب المزيد من اللوم والبحث عن الطرف المسؤول والمعني بتفاقم هذه المشكلة باعتبارهم (ثلاثة) أطراف هم: المرجعية التي لم تعر هذا (الهاجس) حقه من الاهتمام على مدى السنوات الأخيرة تحسباً لمثل ظروفنا الراهنة بقدر اهتمامها بصناعة أبطال جدد للمسابقات، كذلك إدارات الأندية حينما ظلت تهتم باستقطاب المهاجم الأجنبي على حساب المهاجم المواطن، ولا سيما في ظل المبالغة في قيمة عقد المهاجم السعودي غير المبررة قياساً على عطاءاته؟!
الطرف الثالث من المشكلة.. وإن شئت فقل: ثالثة الأثافي، ألا وهو اللاعب السعودي، صاحب المزاج المتقلب، والطموح المتسيب، والعطاء المتذبذب.. بدليل أننا نعيش وسط هذه الدوامة بين البحث في صفوف المواليد عمن يحمل بارقة أمل، وبين انتظار تعافي الواعد هزاع الهزاع من إصابته ومن ثم تجهيزه للمشاركة، وكأن مجرد مشاركته كفيلة بحل المشكلة ولاسيما وهو صاحب التجربة المحدودة؟!.
كل هذا بوجود الثلاثي (ناصر الشمراني ومحمد السهلاوي ونايف هزازي).. هذا الثلاثي الذي يفترض أن يكون أول وأكثر خطوط المنتخب جاهزية وأهلية، وذلك عطفاً على ما يمتلكونه من خبرات وتجارب ثرية، سواء على صعيد المنتخب أو على صعيد كبريات الأندية التي مثلوها وما زالوا يمثلونها.. هذا فضلاً عن أن الثلاثي يعيش في هذه الآونة أوج مراحل النضج الشامل، وبالتالي افتراض أن يكون شرف قيادة هجوم الأخضر في مأمن بوجود الثلاثي، كان ذلك سيحدث لو أن اللاعب السعودي أكثر انضباطاً داخل الملعب وخارجه، مع شيء من التطبيق الذاتي الصحيح والفعلي لمعنى الاحتراف الذي تعامل معه كوسيلة (ترف) وليس وسيلة لتأسيس حياة منظّمة تمتد إيجابياتها إلى ما بعد ممارسة لعب الكرة.