سليمان الجعيلان
هناك عدة أمثلة وحالات كثيرة لا يتسع المقام والمقال لذكرها، تكشف وتوضح كيف كانت تدار الأمور داخل لجنة الحكام منذ سنوات طويلة وما مقدار الصراعات الشخصية والمعارك الجانبية والاتهامات المتبادلة بين بعض مسئولي ومسيري التحكيم السعودي، ولماذا ظل التحكيم السعودي متخلفا ولم يتطور حتى فقد ثقة كل الوسط الرياضي، ويبين ان هذه الحملة المنظمة والمؤامرة الخفية على رئيس لجنة الحكام الانجليزي مارك كلاتبيرغ لإفشال مشروع استلامه رئاسة لجنة الحكام وتطوير الحكام ما هي إلا امتداد لذلك الفكر العقيم والسقيم الذي كان وما زال يتعامل مع لجنة الحكام كأملاك شخصية ومحمية خاصة لا يجوز لأحد الاقتراب منها أو المساس بها !!..
وقد بدأت حملة تشويه عمل الانجليزي مارك كلاتبيرغ منذ نهاية معسكر الحكام في مدينة فالنسيا الاسبانية في بداية الموسم، لأنه رفض الطريقة والآلية الارتجالية السابقة والفوضى الإدارية الماضية في لجنة الحكام، والتي كان يكسوها العلاقات ويغلفها المجاملات ويغطيها المحسوبيات في انتداب الإداريين وبعض الحكام السابقين لمعسكرات الحكام الخارجية، بحجة أنهم محاضرون ومحللون، واشتدت الحملة بعد ان اتخذ السيد مارك كلاتبيرغ قرارا بمنع المقيمين من تقييم أداء الحكام الأجانب لعدم الفائدة من تقييم الحكم فنياً سواءً سابقاً أو حالياً.
واستمرت الحملة بالتشكيك بقدراته التحكيمية وكفاءته الإدارية وانتهت بالتشكيك في أمانته والطعن في نزاهته والتحريض عليه لابعاده والتخلص منه لأنه فقط رفض الاستسلام وتسليم الحرس القديم زمام الأمور داخل لجنة الحكام!!.. حقيقة لا يعنيني استمرار أو رحيل الانجليزي مارك كلاتبيرغ كشخصه من رئاسة لجنة الحكام، ولكن ما يهمني ويشغل بالي كما هو يشغل بال الكثير في الوسط الرياضي هو ان يرضخ الاتحاد السعودي لهذه الحملة الممنهجة على السيد مارك كلاتبيرغ ويعيدنا الاتحاد السعودي إلى المربع الأول في إعادة الحرس القديم لجنة الحكام، والذين كانوا وما زالوا هم سبب تدهور وتأخر التحكيم السعودي وهم من دفع رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ لاتخاذ قرار فتح الاستعانة بالحكام الأجانب للارتقاء بالمنافسة وتحقيق العدالة!!.
على كل حال وأمام هذه الحملة المنظمة والمؤامرة الخفية لإسقاط رئيس لجنة الحكام الانجليزي مارك كلاتبيرغ، وإفشال مشروع استلام وتطوير التحكيم السعودي والذي يتحمل الاتحاد السعودي جزءا كبيرا منه لأنه تأخر في تطبيق تقنية الفيديو وتسبب في زيادة الأخطاء التحكيمية، أطالب وأناشد رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ بإنشاء وتأسيس أكاديمية للحكام تحت رئاسة ومسئولية وإشراف احد الحكام الأجانب العالميين والمعتزلين ومن البارزين والمتميزين باستقطاب واكتشاف الحكام الموهوبين على غرار طريقة أكاديمية اوليفركان يكون دورها الاهتمام باستقبال الحكام الصغار وتنمية الموهبة التحكيمية عندهم وتطوير القدرات الشخصية لديهم، ويكون هدفها بناء جيل جديد من الحكام السعوديين متسلحين بالموهبة والثقة والشجاعة لاسيما وان جميع لجان الحكام السابقة فشلت فشلاً ذريعاً في ملف استقطاب واكتشاف الحكام الصغار والسبب لأنها كانت تعتمد على العلاقات الجانبية والمصالح الشخصية، بل وعلى الميول للأندية وليس على الكفاءة والقدرة على التطوير والارتقاء بالتحكيم السعودي!!.