سعد السعود
صدر ظهيرة الجمعة الفائت العديد من القرارات الرياضية التاريخية من معالي رئيس هيئة الرياضة والتي حتماً كان الهدف منها رفعة الرياضة وزيادة الحراك بين الفرق والتحول إلى أفق أرحب في منافساتنا.. فضلاً عن مكافأة المتميزين ومساعدة الأندية التي كانت تحتاج للكثير للإسهام في فاتورتها لتقدم عملا رياضيا ومجتمعيا مثمرا.. ولعل أبرز ما صدر كان:
- زيادة عدد أندية الدوري الممتاز ليكون ستة عشر نادياً.. وبظني فهذا القرار الذي سيزيد عدد ما يلعبه اللاعبون في الموسم الرياضي.. سيسهم في زيادة لياقة اللاعبين.. فضلاً عن قوة تحملهم.. وهي ما كنّا نفتقده سابقاً.. عندما كان عمر الموسم الرياضي قصيراً.. زد على ذلك فإن تنوع الفرق يسهم في تنوع المدن.. وهو ما سيسلط الضوء على ربوع بلادي الحبيبة.
- زيادة القيمة المعنوية والمادية لدوري الدرجة الأولى.. وذلك من خلال وضع اسم سمو ولي العهد ليكون اسماً للدوري.. علاوة على منح كل ناد دعماً سخياً بمبلغ 5 ملايين ريال وهو المبلغ الذي سيحل العدد من الأزمات المالية لأندية تلك الدرجة.. بالإضافة إلى أن زيادة عدد الأجانب والمواليد سيضيف المزيد من الإثارة والتشويق لدوري طالما عانى من غياب الأضواء عنه.. وسيكون النقل التلفزيوني الذي بشّر به معالي المستشار هو تتويج لكل ما عمل لهذه الدرجة.
- كما أن دعم أندية الظل لدوري الدرجة الثانية والتي عانت من وجودها على الهامش فلم يكن يعيرها أي متابع أدنى اهتمام.. حيث نالت نصيبها من الدعم المالي بتخصيص نصف مليون ريال لكل ناد.. أضف لذلك زيادة الحراك الفني من خلال السماح بلاعبين أجنبيين ومثلهما من المواليد.. وهو ما سيضفي جواً آخر غير ذلك الكئيب الذي كانت تعيشه.. فلم تكن الإثارة حاضرة سابقاً سوى بماهية الفريقين الصاعدين في نهاية المسابقة.
- ولعل أكثر ما أعجبني في تلك القرارات هو تغيير نظام مسابقة كأس الملك لتصبح المشاركة متاحة لكل أندية الوطن.. فهذه أشبه بالمكافأة لكل الأندية.. كيف لا يكون ذلك وهي تتسابق على شرف بطولة تحمل اسم والد الجميع وحبيبها.. ولعلي أقترح أن يكون العمل في أدوارها كما يحدث لدى الاتحاد الإنجليزي بألا يتم توجيه القرعة أو تصنيفها.. وبذلك يمكن أن نرى فريقاً من دوري المناطق يلتقي آخر بالممتاز.. وهو ما كان يستحيل حدوثه سابقاً.. وأمر كهذا لك أن تتخيل كيف ستكون ردة فعله وأصداؤه خصوصا على محبي ومنطقة النادي الأقل من أندية المناطق.
أخيراً.. كلي أمل أن يكون كل ما سبق يصب في مصلحة رياضتنا.. ويسهم في عكس صورة حقيقية عن حجم الدعم من قيادتنا.. ويكون انعكاس كل ذلك على منتخبنا.. فيكون الظهور مشرفاً ومثمراً في المسابقات الخارجية.. لتتبوأ رياضتنا بل وطننا المكانة التي يستحقها بين الدول.
الديربيان.. ماذا قدما لنا؟
حفل الأسبوعان الماضيان بمباريات مثيرة على مستوى الدوري المحلي.. لعل أهمها كانت مباراتا الديربي سواءً في جدة أو في الرياض.. ففي جدة اتفق الفريقان على نهاية حبية سلبية.. في حين شاركهما فريقا الهلال والنصر بذات الحبية وإن كانت النتيجة إيجابية.. ولعلي هنا أعرج لبعض النقاط الهامة في هذين الدربيين:
- الحضور الجماهيري الكبير.. رغم أن لقاء الأهلي بالاتحاد كان في يوم عمل رسمي وبداية أسبوع.. في حين كان لقاء الهلال بالنصر نهاية أسبوع.. وهو ما يؤكد أن المشجع متى ما وجد الإثارة فسيحضر ولن يلتفت لأي معوق بعد ذلك سواءً في الزمان أو المكان أو حتى الطقس.
- السقوط الكبير للتحكيم الأجنبي.. ففي لقاء الاتحاد بالأهلي تجاهل الحكم ثلاث ركلات جزاء صفراء وواحدة خضراء.. في حين أغفل حكم ديربي الرياض ركلتي جزاء زرقاء.. وهذه الحصيلة من الأخطاء حتماً أسهمت في تغيير مسار المباراتين وأثرت على نتيجتهما.. وهو ما يعني سقوط التحكيم فيهما.
- عدم الاستفادة من الأخطاء.. ولعل أبرزها ما يرتبط بالفقرة السابقة.. وأعني هنا تكرار نفس الحكم المجري كاساي في كلا اللقاءين.. فإن لم يوفق في جدة فلا أدري لماذا إذن انتدب لإدارة لقاء الرياض.. وكنت أتمنى من اتحاد الكرة وخصوصاً دائرة التحكيم أن تكون أكثر ذكاءً فتستقطب حكماً آخر بدل تكرار المجري.
- عدم استثمار الفرص.. فلا أخال الكثير إلا وشاهد سيطرة الاتحاد على ملعب الأهلي في أغلب أوقات المباراة.. في حين حاصر الهلال منافسه النصر أغلب وقت المباراة.. ومع هذا وذاك فلم نرَ ترجمةً حقيقة لذلك الاستحواذ وتلكم الفرص.. وهو ما يعني عدم قدرة مدربي الفريقين المتفوقين على الاستفادة من ظروف المباراة.
- احترام التنافس وعدم التجاوز.. فعلى الرغم من كمية التنافس في الديربيين وأهمية المنافسة بين الغريمين.. إلا أنه يحسب لكلا اللقاءين عدم خروجهما عن مسارهما الرياضي.. فضلاً عن احترام إدارات الأندية ومسؤوليها لبعضهم البعض.. في حين كانت تصريحات اللاعبين غاية بالواقعية.. وهو ما نتمناه دوماً.
- أخيراً.. كل ما أتمناه مستقبلاً من اتحاد الكرة الاستفادة من مثل هذه اللقاءات الجماهيرية بالكثير من المناشط وعديد البرامج والتي تعزز الجانب الوطني.. كتسليط الضوء مثلاً على شهداء الواجب.. علاوة على الاهتمام بالشأن الاجتماعي بتسليط الضوء على مؤسسات خدمة المجتمع والأعمال التطوعية.. وليس أفضل من هكذا فرص تجمع شباب الوطن لإيصال العديد من الرسائل النافعة والمفيدة.. فهلا نلتفت لذلك فيما هو آت؟ خصوصاً والكثير يحسدنا على هذا الزخم الإعلامي والكم الجماهيري.
قبل الختام
فاز باللذات من كان جسوراً!