«الجزيرة» - المحليات:
قال معالي مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أ.د. سليمان بن عبدالله أبا الخيل عضو هيئة كبار العلماء بمناسبة افتتاح خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - مهرجان التراث والثقافة الجنادرية: إن تاريخ الأمم تصنعه منجزاتها وإضافاتها الخيِّرة والمضيئة إلى سجل ولبنات حضارة البشرية، والتي تضيف إبداعاً ومنجزاً يخدم البشر ويُسهمُ في رفاهية مجتمعاتها وتحقيق تطلعاتهم وآمالهم بنظرة متفائلة جادة، وعزيمة رجالٍ جسورين لا يعرفون المستحيل، يخوضون غمار التطوير ويقتحمون حلقة الاختراع والمدنية والتقدم، فتسجلها لهم كتب التاريخ الإنساني وتحفظها أوعية وأرشيف المنجز العالمي المتفوق، الذي يُشار له بالبنان كشاهد من شواهد ومعجزات القرن.
وبيَّن معاليه: أن لكل أمة على هذه الأرض تاريخاً وحضارة وبصمات صنعتها وتوارثتها ووضعتها عبر تاريخها على أرض واقعها، فأصبحت جزءاً من تراثها وموروثها المعاصر، ونحن في المملكة العربية السعودية - ولله الحمد - نجمع بين إرث عظيم هو مقوم حياتنا ومصدر إلهامنا وتشريعنا ودستور دولتنا، وهو القرآن الكريم؛ كلام الله ومنهاج الحياة، الذي نزل على نبينا الكريم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، وسنته صلى الله عليه وسلم، التي فصّل فيها أسلوب العبادة والحياة والمعيشة والتعامل والتربية والمُثل الإسلامية الحقيقية، ومنها انطلقت حضارتنا العظيمة التي عمّت الآفاق وأخذ عنها ملايين البشر سلوكياتهم في حياتهم من مسلمين وغيرهم، حتى إننا نجد في بعض قوانين الغرب والشرق وأدبياتهم اقتباساً من القرآن الكريم أو أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم.
ولا شك في أن كل الأمم تعتز وتفتخر بموروثها وحضارتها وشواهد الآباء والأجداد، (والجنادرية) المهرجان الوطني للتراث والثقافة، حكاية زمن طويل مع الدولة السعودية الأولى، مروراً بأئمة هذه البلاد الطاهرة النقية السنية السلفية، وهي تحكي واقع التوحيد، ولم شتات قرى وهجر، غزاها السطو والأمية والوحشة والخوف، ليبعث الله لهذه البلاد أقاصيها ودنوتها مؤسس الوطن وموحّد البلاد على كلمة التوحيد، الملك المجدد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - رحمه الله- ليحكي مهرجان الموروث الشعبي بطولات مجد وتراث آباء وأجداد، كافحوا وصبروا على سطوة الظلام، ليعم الأمن في مناطق متوحّدة متكاتفة بحمد الله..
مؤكداً ومثمناًَ معاليه حرص حكومتنا الرشيدة وعلى رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - وفقه الله- على استمرار إقامة المهرجان الوطني للتراث والثقافة الجنادرية (32) الذي جاء هذا العام وفيه ذكرى مجيدة لصانعي المجد وبناة الوطن الأوائل والذين ترك كل منهم بصمة ولبنة ومساهمة ومشاركة في بناء هذا الوطن العظيم الذي عمَّ خيره الآفاق والقريب والبعيد من الملايين من أبناء المسلمين، ولا شك أن حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز - حفظه الله - على حضور حفل الافتتاح وما شاهده الملايين من تفاعله وفي عينيه من إنسانية وعبرات، عندما عُرض المشهد التمثيلي للمغفور له الملك عبد العزيز - رحمه الله - لخير شاهد على رهافة حسه وطيبة قلبه وقرب دمعته، عندما تذكَّر والده جلالة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله- وتلك الحقبة التي عاصرها في بداية توحيد المملكة العربية السعودية وشواهدها وتاريخها وما مرت به البلاد من مراحل وقفزات حضارية عظيمة حتى وصلنا إلى ما نحنُ فيه من عز وتمكين ورخاء وأمن واستقرار ورفاهية ولله الحمد.
واستشهد مدير جامعة الإمام في تصريحه: نحن كأبناء لهذا الوطن الكبير معاصرين لمرحلة مهمة من تاريخ بلادنا وهي تقفز فيه لمرحلة جديدة من التقدم والازدهار ومزاحمة الكبار في الصناعات والابتكارات والاختراعات يقودها طموح الشباب وأحلام الكبار ونستشرف هذه الرؤية الممنهجة والعميقة والطموحة لبلادنا ولشبابنا على يد أحد أبنائها، والذي وضع أمام ناظريه رؤية وتحدياً لينتقل ببلاده من بلاد تعتمد على النفط في تلبية احتياجاتها فيما سبق من عمر الزمن إلى اقتصاد متطور متنوّع يصنع وينتج وينافس دول عريقة سبقته في هذا المجال بعشرات السنين قوامه ركوب المستحيل برؤية وثَّابة ثاقبة وتطلع دائم للمجد والمعالي، فقد حبا الله بلادنا بثروات عديدة في مجال الطاقة الشمسية على كل ترابها، وطاقة الرياح في شمالها، وبمعادن وثروات أخرى كثيرة تشكل في مجملها إما كل أو جزء من صناعة دقيقة أو نادرة تحتاجها المدنية في صناعة حضارتها وتلبية مطالب شعوبها، بخلاف النفط الذي ووفق تطلعات ورؤى ولاة الأمر سيصبح اعتماد بلادنا عليه مكملاً لغيره من الثروات والصناعات التي ستخلقها رؤية 2030 .
واختتم معاليه تصريحه: إنه في خضم فرحنا بهذه البشائر والرؤى والتفاؤل بمستقبل مزهر لأبنائنا لا يسعنا إلا أن نتوجّه بالشكر لله سبحانه وتعالى أولاً ونلهج بالدعاء والتضرع لله أن يحفظ لهذه الدولة الفتية التي حققت في مدة قصيرة معجزة زمنية كبيرة ورائدة في عمر الأمم، وديننا الذي هو عصمة أمرنا، وولاة أمرنا وبلادنا وشعبنا ومقدراتنا وثرواتنا، وأن يحفظ قادتها وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز وهذه الأسرة الكريمة العريقة - حفظهم الله-، وأن يمدهم بالعون والتوفيق والسداد في كل أمر وشأن يحقق للأُمة النمو والتطور والسبق والنماء والازدهار في كل مجال، ويرسم لها مستقبلاً مشرقاً متفائلاً، إنه ولي ذلك والقادر عليه، إنه سميع مجيب.