إبراهيم عبدالله العمار
دخلت. جلست. احتسيت. ثم تأملت يمنة ويسرة. أرى بعض الوجوه المألوفة:
- صاحب المحاضرات: هل هو مدرّس؟ دكتور جامعة؟ مدرب في معهد؟ حاسبُه يمتلئ بالمعلومات في شرائح باوربوينت عن الذكاء الصناعي وما شابهه. يضع السماعات في أذنيه ليعزل الإزعاج، وينغمس في شرائحه.
- صاحب المحادثات: حسن الوجه، صبغ الشيب رأسه ووجهه رغم شبابه الواضح. لا يقرأ. لا حاسب معه. ليس إلا السماعة المتصلة بهاتفه. من يحادث يا ترى؟ لا أراه يكلم أحداً غير ذاك الهاتف. لا يطالعك، إنه هادئ وفي حاله دائماً. قرابة 45 دقيقة ثم يخرج.
- الشبح: يأتي ومعه حاسبه. إذا كان المكان ممتلئاً ينتظر واقفاً. بمجرد أن تفرغ منضدة يجلس عليها ويفتح الجهاز ويعمل. لكن ما هو إلا وقت قصير ثم لا أثر له!
- أبو الأسفار: كنت أراه كل يوم بلا استثناء، وفي إحدى المرات الأخيرة كان يتكلم مع رفيقه عن السياحة والبلدان. انقطع فترة طويلة ولا أدري أينه، لكن لعل حواره الأخير يخبرنا أنه سافر.
- الغامض: طويل مفتول العضلات، استمتع برؤية اختياره ملابسه، فتارة يلبس بنطالاً قصيراً وقميصاً ولها ألوان زاهية وكأنه على شاطئ جزيرة استوائية، وتارة في لباسٍ داكن وكأنه نينجا!
- الفنان: يجلس ليرسم رسمات جميلة. على أبخرة القهوة ينشر أدواته ويطلق العنان ليده لتبدع. اعتماداً على هيئته لم أكن لأحزّر أنه يحب الرسم. فعلاً، لا تحكم على الكتاب من عنوانه.
- لقاء ظريف: جلست بجانب منضدة عليها رجلان، أشار الأول لصاحبه وقال لي: «خمّن، من أين هذا الرجل؟»، فقلتُ: «يبدو لي أنه من مصر أو سوريا»، فقال: «هو من السودان»، وقال لي المشار إليه أن هناك قبائل هناك كلها تشبهه، فتذكرتُ قول الله: {وجعلناكم شعوباً وقبائل لتعارفوا}.