د.ثريا العريض
كل عام ونحن وابتهاجاتنا بوطننا ومسيرتنا فيه بخير, وتفاؤل بالمزيد من تهاليل الاحتفال بخيرات قادمة.
هو موسم الجنادرية والاحتفاء بتراثنا - ذاكرة ماضٍ, وأفراح حاضر, وطموحات مستقبل. وقد تابعت يوم الأربعاء، عبر بث مباشر لقناة الإخبارية, تفاصيل الافتتاح لمهرجان الجنادرية.
وكل موسم وافتتاح استمتع بالأوبريت كطفلة يلامس الفن مشاعرها الفطرية، وكمواطنة تربوية أتأملها فكرة وتنفيذاً وإشرافاً وأداءً. ولا تخذلني.
هو موسم الجنادرية الـ32، ما يجعله أقدم مهرجان احتفال وطني سنوي يعيد إلينا المذاق الجميل لتاريخنا, وتراث مناطقنا وفنونها منذ قبل توحد الوطن في دولة بحدود سياسية يعرفها ويحترمها العالم كله. وجميل أن نرى ثراء ماضينا وجمالياته متجسدة في فعاليات المهرجان حتى وقد خرجنا من كمين الصحراء إلى عصر التقنية والفضاء. نعايش انفتاحاً متصاعداً بوتيرة مذهلة تفتح البوابات والشرفات والأحلام لريادة وصدارة بثقافة ابتكارات علمية وعضوية عولمية.
أتذكر بفخر واعتزاز أنني تشرفت بالتكريم في موسم جنادرية سابق كمثقفة فاعلة في بناء الوطن ثقافياً.
ولم يكن أول لقاء لي بالجنادرية, فقد شاركت في موسم أسبق بإدارة أول مشاركة للمرأة في نشاط الجنادرية الثقافي بدعوة كريمة من إدارة المهرجان.
ولعلني أحظى بشرف الاختيار شاعرة أوبريت موسم قادم.
اليوم يسعدني أن أبارك للوطن بتميز اختيار الرموز الثلاثة للتكريم بوسام الملك عبد العزيز: صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل القيادي المتفرد في ساحة علاقاتنا العالمية وزيراً للخارجية, والأستاذ تركي السديري القيادي في ساحة الصحافة, رحمهما الله, وطيب ثراهما. كذلك أهنئ الوطن بتكريم الزميلة الرائدة د. خيرية السقاف, وأبارك لها تكريمها في هذا الموسم وهي تستأهله بكل استحقاق وعلى كل جبهة من منجزها الإعلامي منذ صباها في أروقة الصحافة كاتبة ومسؤولة.
اليوم أيضاً أبارك لشاعرنا الجميل سمو الأمير بدر بن عبد المحسن لكلمات «ملوك وأئمة», وهو من أتحفنا من قبل, وما زال يثير مشاعر فخرنا بالوطن وبجمال «فوق هام السحب», القصيدة التي لا تنسى. وأهنئ الفنانين المتمرسين الذين قاموا بالغناء, والفرق التي قامت بإعداد المقاطع السينمائية في الخلفية، والفرق التي أدت لوحات الرقص الفولكلوري المناطقي بأجمل ما يكون.
ثم أصفق لحضور زهراتنا بأزهى ما يكون إذ تستنفر مشاعر فرحتي بمشاركة المواطنة في الأوبريت لأول مرة. تمنيت لو ارتدين ملابس تراثية ليتضح عمق المعنى في مشاركتها في الحضور, فقد ظلت المرأة حاضرة ومشاركة فعليا في كل حقبة من الزمن وكل منطقة من أراضي الوطن. أسعدني أيضا أن زمن المهرجان توسع ليمتد من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع فيتيح للزائرين والعائلات الحضور دون اختزال الوقت.
بامتنان للقرار الملكي, والشكر الجزيل لوزارة الحرس الوطني على هذه الريادة الثقافية والمحافظة على تقاليدها, أعيد التأكيد أن الثقافة ليست حيزا منفصلا في حياتنا بل الشريان الذي يغذي مشاعرنا, ويثري ممارساتنا وقيم جيلنا اليوم بممارسات وقيم الأمس الجميل النقي.