«الجزيرة» - سلطان الحارثي:
انتهى ديربي العاصمة بين الهلال والنصر بالتعادل الإيجابي 2/ 2 بعد أن شاهد المتابع الرياضي مباراة قوية ومثيرة على مدار شوطَيها، وتقاسم الفريقان الإبداع في الشوط الأول الذي شهد ظهورًا بشكل جيد، وكانت المباراة في هذا الشوط سريعة وقوية ومثيرة، وسجل فيها النصر، وعادل الهلال، ثم عاد النصر للتسجيل، وكانت مباراة كر وفر.. أما في الشوط الثاني فقد سيطر الهلال سيطرة كاملة؛ ما أدى لتراجع النصر لمرماه، ولولا سوء الطالع وبعض الأخطاء التحكيمية التي تحدث عنها وفصلها المختصون لفاز الهلال، ونال نقاط المباراة، ولكن الحكم المجري الذي أشدنا به سابقًا لم يُوفَّق في إدارة المباراة، وتغاضى كثيرًا عن الأخطاء الواضحة، مثل عدم طرد لاعب فريق النصر ساسي، وعدم احتساب ركلتَي جزاء واضحتَين للهلال. وهذه أخطاء مؤثرة على أي فريق، ولكن على الجمهور الهلالي أن لا يركز على تلك الأخطاء؛ فنحن اعتدنا أن يخطئ الحكام على الهلال، ولكنه يتجاوزها بقدرته الفنية؛ ولذلك يجب أن يستمر على تجاوز أخطاء الحكام متى أراد الاستمرار في زعامته.
ما ميز الهلال في مباراته أمام النصر هو عودة شخصيته التي فقدها في المباريات السابقة، وهذه بحد ذاتها مكسب كبير للهلال، فما بالكم ونحن نتحدث عن مكاسب أخرى، مثل إبداع لاعب الهلال الجديد المغربي أشرف بن شرقي الذي قدم في الشوط الثاني مباراة كبيرة جدًّا، واستطاع أن يسجل هدف الهلال الثاني بعد أن قدم جهدًا كبيرًا، واتضح أنه لاعب كبير.. وبالرغم من أن الوقت لا يزال مبكرًا على تقييمه إلا أن ما قدمه في الشوط الثاني من مباراة النصر كان رائعًا. كما أن عودة ياسر الشهراني لجزء من مستوياته مكسب آخر يُضاف للمكاسب التي نالها الهلال في مباراته مع النصر؛ فالشهراني غاب طويلاً، ولكنه في مباراة النصر قدم مستوى كبيرًا، واستعاد جزءًا من مستوياته التي عهدناها عنه. وكما تحدثنا عن ابن شرقي والشهراني فإن لاعب الهلال أحمد الفقي «مواليد» يقدم نفسه منذ أن منحه السيد دياز فرصة اللعب، وإن استمر على تطوير نفسه فسوف يكون له شأن كبير في الرياضة السعودية. وهنا لا يمكن أن ننسى لاعب المحور محمد كنو الذي في كل مباراة يثبت أن مستقبله مبهر.. وبالرغم من أنه يلعب لاعبًا بديلاً في جل مباريات الهلال إلا أن ذلك لم يمنعه من أن يبدع، ويظهر قدراته الفنية التي نتوقع أن توصله للمنتخب لاعبًا أساسيًّا.
إذن، مكاسب الهلال في مباراته مع النصر كثيرة، حتى وإن خسر نقطتين من جراء تعادل ظالم بصفارة حكم، ولكن هذا التعادل لا يمنعنا من أن نذكر إيجابيات الفريق الأزرق.
أما فريق النصر فقد طرأ عليه تغيُّر إيجابي، وقدم خلال الشوط الأول مباراة جيدة، ولكن عاب عليه في الشوط الثاني التقوقع في مرماه، والدفاع بأكثر من سبعة لاعبين في معظم الأوقات، وهذه لن تقدم الفريق الأصفر، بل التقدم والتطور يكونان في مجاراة المنافس، إلا إن كان المنافس فريقًا لا يقوى عليه النصر.