قاسم حول
الأيام السينمائية هي غير المهرجانات السينمائية، فالمهرجانات لها قوانين وجوائز ومظاهر شكلية عرفت بها في أنحاء العالم وجرى تقليدها في مهرجانات السينما العربية. أيام السينما هي شكل من أشكال نشر الثقافة السينما، وتأكيد وجود ثقافة سينمائية في هذا البلد أو ذاك وهي تشمل عروضاً لتاريخ السينما، فهي لا تنحصر كما المهرجانات في الأفلام المنتجة ضمن آخر سنتين من عمر المهرجان وعمر الزمن.
هناك أيام السينما اللبنانية وأيام السينما العراقية وهذه الأيام لا ترقى إلى حجم المهرجانات وقدرتها التمويلية التي تسهم فيها بلدان ومؤسسات داعمة عالمية وعربية.
تأتي الدورة الثانية لأيام السينما الفلسطينية من السادس حتى الثامن من شهر أبريل التي سوف تنعقد في مدينة «مالمو» السويدية. يديرها السينمائي الفلسطيني «مهند صلاحات» وسيصار إلى دعوة بعض مخرجي الأفلام وبعض النقاد من العرب والفلسطينيين. تم تمويل هذه الفعالية ذاتياً من المؤسسين لهذه الأيام. فلقد شكلت مجموعة فلسطينية جمعية سينمائية أطلقوا عليها «الجمعية الثقافية الفلسطينية» عملت حركة «فتح» على تأسيسها برئاسة «يحيى أبو وطفه» عضو إقليم حركة فتح في الجنوب السويدي وهي جمعية تقدم النشاطات الثقافية في المناسبات الفلسطينية . كان ذلك في عام 2014 ولقد كلفت الجمعية المخرج السينمائي مهند صلاحات ليدير نشاط الأيام السينمائية الفلسطينية. وهكذا وضع «صلاحات» برنامج الدورة الثانية لهذه الأيام السينمائية.
سوف تقدم في ألدورة الثانية لهذه الأيام الفلسطينية ثلاثة أفلام روائية طويلة، وعدد من الأفلام الروائية القصيرة والأفلام الوثائقية التي تسجل تاريخ ومسار الشعب الفلسطيني والصراع القائم وحياة الفلسطينيين في المخيمات في البلدان العربية كما ستعرض بعض الأفلام من الذاكرة الفلسطينية أيام المقاومة الفلسطينية في لبنان منذ نهاية الستينيات حتى خروج منظمة التحرير الفلسطينية من الأراضي اللبنانية عندما غزت إسرائيل الأراضي اللبنانية عام 1982
السينمائي الفلسطيني مهند صلاحات أفاد المجلة الثقافية بمعلومات عن هذه الأيام السينمائية في مدينة مالمو السويدية بالقول:
يحضر هذه الأيام السينمائية سينمائيون ونقاد من الضفة الغربية ومن قطاع غزة، كما سيحضر سينمائيون عرب عملوا أفلاما فلسطينية في إطار حقبة المقاومة الفلسطينية في لبنان. وكذلك سينمائيون من غير العرب من بلدان مختلفة من العالم ساهم بعضهم في إنتاج أفلام عن القضية الفلسطينية. كما سيجري الترتيب لدعوة عدد من الممثلين والمخرجين والمنتجين الفلسطينيين بينهم المخرج مصطفى حسين من أم الفحم وهو مخرج فيلم «حرمان» الذي سيجري عرضه ضمن الدورة الثانية. وتحضر الممثلة «بورين عزب» وهي الممثلة الرئيسية في الفيلم وسيحضر الأيام السينمائية «سعود مهنا» رئيس ملتقى الفيلم الفلسطيني وكذلك تستضيف الأيام السينمائية الفنان «مصطفى الخطيب» الذي سيحيي حفل الختام في الدورة الثانية بحفل تراثي فلسطيني.
كما أضاف السينمائي «مهند» صلاحات بالقول:
«وكما في الدورة السابقة سيجري عرض ثلاثة أفلام روائية إضافة إلى الأفلام الوثائقية وستقام عدد من الندوات التي ستتناول موضوعة سينما الثورة الفلسطينية ما بين النشأة والإسهام في إيصال صوت القضية الفلسطينية عبر السينما للعالم. كما تسعى الجمعية الثقافية الفلسطينية لتكون الفعالية حدثا سنويا يهدف إلى تقديم الأفلام والسينمائيين الفلسطينيين إلى جمهور دول الشمال الأوربي، كما وتسعى الجمعية لعقد شراكات مع المؤسسات والشركات لتكون ضامنا لاستمرار الفعالية وجذب الجمهور المتعطش للاطلاع على الواقع الفلسطيني الحالي من خلال السينما ورؤية السينمائيين باعتبار السينما مرآة تعكس ذلك الواقع بكل ظروفه الإنسانية والثقافية والسياسية»
السينما الفلسطينية ثقافة ناشطة بامتياز سواء داخل الأراضي الفلسطينية في الضفة والقطاع أو خارج فلسطين في بلدان الشتات، حيث أصبح الفيلم الفلسطيني ظاهرة وهوية ثقافية أوصلت القضية الفلسطينية إلى جمهور واسع في أنحاء العالم. ويلمع مخرجون وممثلون وموسيقيون ومصورون وتقنيون في سماء الثقافة السينمائية نجوما ومبدعين حتى باتت السينما الفلسطينية ثقافة لا يمكن تجاهلها وهي تعكس الواقع الفلسطيني لتقدمه أمام عيون المتلقين في بقاع شتى من العالم عبر المهرجانات تارة وعبر الأيام السينمائية تارة أخرى. وتحية للسينمائي الفلسطيني المبدع مهند صلاحات.