إلى ابْني الحبيب أيْمَنْ وهذا جهْد المُقِلْ
يَظَلُّ النّحْلُ يَبْحثُ عن رحيقٍ
فَيلْثُمُ ورْدةً ويَعِلُّ زهْرَهْ
ويُحْيِي يوْمَهُ عملاً دؤوباً
يُوالي مَرّةً ويُعِيدُ كَرَّهْ
لِيُتْحِفنا مِن العَسلِ المُصَفَّى
رحيقاً شافِياً في كُلِّ قَطْرَهْ
وذلكَ دَأْبُكمْ أدباً وشِعْراً
تُعانِقُ دُرَّهُ وتَغُوصُ بَحْرَهْ
تُحَلِّقُ في معانيها طُيوفٌ
وتَعْرُجُ بَيْنَ أفْلاكِ المَجَرَّهْ
فتأْتَلِقُ النُّجومُ بكمْ وتزْهو
وتَسْطَعُ في عَوالِمِها المَسَرَّهْ
ويَخْتالُ النّسيمُ بكلِّ وادٍ
إذا بَثَّيْتَ في الأرْجاءِ عِطْرَهْ
وتُنْشِدُ مِنْ بُحورِ الشِّعْرِ لحْناً
فَتَرْقُصُ شَطْرَةً وتَمِيسُ شَطْرَهْ
فَتَزْدَهِرُ المنابِرُ وهْيَ عَطْشَى
إلى سِحْرٍ ملكْتَ فُديتَ نَهْرَهْ
وهذا مِنْبَرُ الإبْداعِ يَزْهو
بِكُمْ ويَتِيهُ فَخْراً كُلَّ مَرَّهْ
هَنِيئاً إذْ سَطَعْتَ وأنْتَ أهْلٌ
وهذا الشِّعْرُ قد ولاّكَ أمْرَهْ
** **
- شعر/ عبد القادر بن عبدالحي كمال