الحرب بين القوى المعادية للصهيونية وتلك الخادمة لها في لبنان تسمى - حسب التزييف الأمريكي - الحرب «الأهلية» اللبنانية، وهي حرب بدأت سياسياً منذ الأزل بين الخير والشر ومستمرة حتى الآن، وعسكرياً عام 1975 ودامت 15 عاماً ونيفاً.
كان الهدف من تلك الحرب هو القضاء على الثورة الفلسطينية وكتم صوت العروبة إلى الأبد. وعندما رجحت موازين القوى لصالح قوى اليسار في لبنان «وانشقت القربة»، شمرت (إسرائيل) - بأوامر من المافيا الأمريكية – عن صهيونيتها واجتاحت لبنان عام 1982، خاصة أن القربة قد انشقت في موضع آخر لم يخطر على بال العبقريات الإستراتيجية المافيوية أو الصهيونية عام 1979 أي في إيران!
لقد «افتعل» عرفات مشكلة بإيعاز أمريكي-صهيوني بينه وبين الرئيس الراحل حافظ الأسد وبتمويل عربي، ليلملم مقاتليه وينسحب إلى تونس إضعافاً لقوى المقاومة بقيادة الشيوعيين والحزب القومي واليساريين الآخرين في لبنان من جهة، وليفسح المجال للاجتياح للاستفراد بالقوات السورية التي كادت أن توقف ما يسمى بالحرب الأهلية! مقابل إنشاء شبه سلطة يكون هو رئيسها!
في حرب ضارية كانت نتيجتها خسارة سورية 12 ألف عسكري وخسارة مئات المدنيين بمجازر أرعبت العالم، استطاعت القوات السورية الصمود واستطاعت المقاومة التصدي، بل انتعشت وانضم لها عناصر وأحزاب جديدة، وسقط مشروع 17 أيار المشابه لكامب ديفيد ووادي عربة!
انتهت الحرب «الأهلية» عام 1990 وانتصر لبنان عام 2006 وانتعشت المقاومات الفلسطينية، وأصبحت (إسرائيل) تستجدي عطف ما يسمى بالمجتمع الدولي للضغط على لبنان ليتركها تستخرج البترول من مياه فلسطين دون عقاب! وها هو رئيسها يجول بين روسيا وأوروبا ليساعدوه!
هل تخلى ترامب عن (إسرائيل) أم أنه عاجز عن فعل شيء لدعمها؟ أم كليهما معاً؟
أنشئت (إسرائيل) لتثبيت هيمنة الرأسمال وحيدة الجانب على العالم، وهي غير قادرة حالياً حتى على حماية نفسها! أي أن وظيفتها التاريخية انتهت بالنسبة لمشغليها، فهل ستصرف أمريكا الأموال بدون مقابل؟
«قربت الساعة» وانشقت القربة آلاف الشقوق، فهل يستطيع «نتنياهو» خياطة قربة (منتفة)؟
** **
- د. عادل العلي