قبل عدة سنوات كان ضيف الشرف في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب دولة البرازيل، وكانت صور الروائي الكبير باولو كويلهو تزين أغلب إعلانات المعرض، ولكن لم يحضر هذا الروائي بسبب موقفه من مشاركة بعض أعضاء الوفد البرازيلي الذي اعتمد على المحسوبية في الاختيار.
أغلب من حضر ذلك المعرض المتميز كان يأمل أن يلتقي بذلك الكاتب البرازيلي الشهير، تذكرت ذلك عندما سألني أحد الأدباء من مصر في معرض القاهرة الدولي للكتاب عن غياب المبدعين من المملكة العربية السعودية وبالذات في مجال الرواية في معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقال كنت أتوقع أن يكون من ضمن فعاليات المعرض حفل توقيع ومناقشة لرواية «موت صغير» للروائي محمد حسن علوان، وكنت أتمنى الحصول على إصدارات الأندية الأدبية في المملكة، أجبته أن جناح المملكة يعكس جزءًا بسيطاً من الحراك الثقافي والعلمي الذي تعيشه المملكة، وأشدت بالقائمين على المعرض الذين حرصوا على تكريم بعض الرواد ممثلاً بحجاب الحازمي وحمد القاضي، وللأسف لم أتابع فعاليات الجناح بسبب المدة القصيرة جداً التي قضيتها في القاهرة وكان نصيب المعرض ساعات محدودة.
عموماً لنتفق أن حضور المملكة من خلال جناحها الذي تشرف عليه الملحقية الثقافية بالقاهرة جيد، ولكن للأسف لا تزال وزارة الثقافة والإعلام غائبة تماماً في الفعاليات الثقافية خارج المملكة، وبالطبع من أهمها معرض القاهرة للكتاب وغيره من معارض الكتب، أتمنى في الأعوام المقبلة أن نجد جميع إصدارات الأندية الأدبية وأيضاً إصدارات جميع الأدباء السعوديين في جناح واحد، وتكون تلك الكتب ليست للعرض فقط بل للبيع بسعر رمزي، وأرى أن إعادة طبع كتب عبدالله جفري -رحمه الله- وهو من ضمن المكرمين هذا العام أفضل وأهم من كل الندوات والمحاضرات التي لا يحضرها إلا القلة، ولا يمنع ذلك إقامتها، ولكن مع تدشين وتوزيع جميع إصدارات الكاتب، وكذلك الأمر ينطبق على إبراهيم خفاجي -رحمه الله-، حيث كان من الأفضل أن يصدر كتاب عن سيرته مع ديوان لجميع أشعاره، ويوزع على الحضور في حفل تكريمه، ربما الملحقية الثقافية ليست مطالبة بذلك، فإشرافها على الجناح ومبادرتها بإقامة هذه الفعاليات الثقافية تحسب لها، ولها كل الشكر، ولكن ننتظر ذلك من المؤسسات الثقافية في المملكة ومن ضمنها جمعية الثقافة والفنون، وبالطبع هيئة الثقافة التي ننتظرها وأملنا كبير بأن يكون هنالك حضور ثقافي متميز داخل المملكة وخارجها.
ثلاثة من المبدعين حصلوا على أكبر جائزة في الوطن العربي في الرواية، عبده خال، رجاء عالم، ومحمد حسن علوان، وغيرهم، وحضور لافت في السينما والمسرح على مستوى الوطن العربي والعالم، وحركة نشر مذهلة لعدد من المؤسسات الثقافية، ومشهد ثقافي متميز تشهده المملكة، كل ما نأمله أن نرى صدى ذلك في جميع المشاركات الخارجية.
** **
- عبدالعزيز الصقعبي