هالة الناصر
الحياة تحلو بالتفاؤل، وهناك أشخاص يسيرون على هذا النهج، فيرفعون الروح المعنوية لمن حولهم ويشعرونك بالإيجابية، وفي المقابل نجد المحبطين الذين لا هم لهم سوى زراعة اليأس والإحباط في النفوس واستنزاف الكثير من الطاقة النفسية وتحويلها من الإيجاب للسلب، ولا وصف لهم سوى أنهم «قاتلي البهجة»، بأفكارهم السوداوية.
البقاء حول هؤلاء الأشخاص يجعلك تعيش في دوامة إحباط لا تنتهي، وإن كانت بوارق الأمل تلوح أمامك كمطر سعادة منهمر، فهم لا يعرفون صناعة جو للفرح، بل متعتهم جعل الحياة تبدو وكأنها «نعش» يطوق روحك منتظراً موتك.. حكايتهم مسبوغة باللون الأسود الكامل ولا مجال فيها لـ»بياض الأمل».
مبددو الآمال الجميلة، لا يكتفون بالفرجة على أحلام الآخرين، وإنما ينشرون المقاطع السلبية في مواقع التواصل الاجتماعي، بما يؤثر على بعض أصحاب الإرادة الضعيفة، والنفوس الهشة، اللينة، التي لا تستطيع مواجهة الصعاب، وهي هوايتهم المفضلة التي ينبغي على المجتمع محاربتها بإقامة حدود مع الأشخاص المحبطين وجعلهم في حالة التجمد والثبات، وذلك عن طريق عزل ما يروجون له وعدم تداوله وتجاهله تماماً وتركه مكان وروده، دون منحه أي اهتمام.
الاستماع للمفكرين سلباً في مختلف مناحي الحياة يمنحهم الدافع للتمادي في غيهم وضلالهم وتضليلهم لمن حولهم وإيهامهم بأن الحياة ما هي إلا «سواد في سواد»، لهذا يجب على أفراد المجتمع التعامل معهم بوعي كبير وإعادتهم إلى رشدهم، فالأخذ بيدهم واجب لتخليصهم من أوهامهم وإبعاد جيل المستقبل عن نظرتهم السلبية للحياة.
من لم يردعه ضميره، ينبغي أن يلقن الدروس من الأشخاص الذين يعيشون حوله، وتعليمه معنى التفاؤل الذي يجدد النفوس ويضيء طريق المستقبل، وإخباره بأن التفكير السلبي «موت بطيء»، يقتل صاحبه في اليوم الواحد آلاف المرات، ويتلف أعصابه، وتعريفهم بأنهم يؤذون حياة آخرين بسبب التوتر الذي يسبب أمراضاً عدة، وكل ذلك نتيجة خبر سلبي نقلوه عبر وسيلة ما، أو صفحة شخصية في مواقع التواصل الاجتماعي، قد لا يتحمله من يحاول تنقية روحه من شوائب السلبيين!