بجولته في 14 محطة محلية ودولية خلال سبع سنوات، وبما اكتسبه من شهرة عالمية واسعة، وباستقباله اكثر من أربعة ملايين زائر، أصبح معرض «طرق التجارة في الجزيرة العربية - روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور» المعرض السعودي الأشهر، الذي قدم ما لم يقدمه نشاط آخر - كما أكد عدد كبير من المسؤولين- في التعريف بحضارات المملكة وإرثها التاريخي.
وفي اليابان، حيث يستضيف المعرض حاليا المتحف الوطني في طوكيو، كانت سمعة المعرض قد سبقته من خلال تقارير صحفية تشير إلى أهمية المعرض وتميزه بالقطع الأثرية النادرة، ولذا فلم يكن من المستغرب ما شهده المعرض من تدفقات كبيرة من الزوار منذ اليوم الأول لافتتاحه.
لقد نجح المعرض بما يضمه من قطع أثرية ثمينة وجميلة وملفتة تعرض التسلسل التاريخي والحضاري لأرض المملكة، نجح في إبراز بعد جديد للعالم لم يكن معروفا من قبل، ففي محطاته الأوربية والأمريكية والآسيوية أبرز المعرض البعد الحضاري والتاريخي للمملكة التي عرفت عالميا بمكانتها وأبعادها الدينية والسياسية والاقتصادية، وهذا هو الهدف الأساس الذي ارتآه صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني، الذي كان المعرض هديته للوطن والعالم وحظي باهتمام ومتابعة سموه الدقيقة لكل مراحله.
وإنجاز سموه - من خلال هذا المعرض- كان له تأثير إعلامي وثقافي على نطاق واسع في الدول التي زارها المعرض، خاصة وأنه يتم توزيع آلاف المطبوعات والصور على الزوار.
وكانت الرسالة التي أكد سموه عليها لدى افتتاحه المعرض في كل محطاته السابقة أن أرض المملكة العربية السعودية التي تقف شامخة على غالبية مساحة الجزيرة العربية كانت دائما ولا تزال ملتقى الحضارات الإنسانية، بحكم موقعها الجغرافي الإستراتيجي الذي يتوسط قارات العالم، والذي جعل منها جسراً متصلاً يربط بين طرق التجارة العالمية عبر العصور، و أن المملكة ليست بلاداً طارئة على التاريخ، والمكانة التي تحظى بها اليوم بين دول العالم على المستويات الدينية والسياسية والاقتصادية والحضارية، إنما هي امتداد لإرث إنساني وحضاري عريق، وأن الدين الإسلامي العظيم قد خرج إلى العالم من أرض غنية بإنسانها وتاريخها العريق وحضاراتها واقتصادها.
كما شدد سموه على أن الدور الذي تضطلع به المملكة وشعبها في الوقت الحاضر سواء في المجالات السياسية أو الاقتصادية إلى جانب أدوارها الإنسانية، والدور الذي ستقوم به في المستقبل إن شاء الله، لم يأت من فراغ، بل هو نتاج طبيعي للتراكم الثقافي والحضاري والسياسي والاقتصادي لإنسان الجزيرة العربية، كوريث لسلسلة الحضارات العظيمة التي صنعها وشارك في صنعها وحمايتها.
** **
- سعود المقبل