انطلقت أمس الأول الأربعاء فعاليات الدورة الثانية والثلاثين من المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية»، برعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله -.
ويُعد المهرجان الوطني للتراث والثقافة «الجنادرية» التظاهرة التراثية والسياحية والوطنية الأبرز في المملكة؛ بما يشهده من فعاليات سياحية وتراثية واسعة بمشاركة معظم الجهات الحكومية، وبما يستقبله من الأعداد الكبيرة من الزوّار الذين يتجاوزون المليون زائر سنويًّا.
فيما قدر مختصون أن يتجاوز عدد الرحلات السياحية لمدينة الرياض من دول الخليج ومناطق المملكة بالتزامن مع المهرجان 500 ألف رحلة سياحية.
ويشكِّل المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية البذرة الأولى لاستعادة الاهتمام بالتراث والاحتفاء به، بعدما كان المجتمع السعودي حينما انطلق المهرجان في عام 1405هـ منخرطًا في مجالات التنمية، ومظاهر المدنية والتحضر في مناحي الحياة كافة، سواء الاجتماعية منها أو الاقتصادية أو الثقافية أو العمرانية.. فجاء انطلاق مهرجان الجنادرية ليمثل بداية لإبراز التراث الوطني، وحشد الاهتمام به؛ لتتوالى بعد ذلك الفعاليات والمبادرات والمشاريع المتعلقة بالتراث الوطني في مختلف مناطق المملكة.
وتنشط مع إقامة المهرجان الرحلات السياحية لمدينة الرياض ولموقع المهرجان؛ إذ يتم تنظيم رحلات سياحية من دول مجلس التعاون الخليجي، ورحلات سياحية من مدن المملكة إلى الرياض، إضافة إلى رحلات سياحية مجانية بـ(الباص السياحي) من مواقع مختلفة من مدينة الرياض إلى موقع المهرجان بالجنادرية.
وتمر جولات الباص السياحي على المسارات السياحية في منطقة الرياض التي تشتمل على 5 مسارات سياحية؛ إذ يتوافر تنظيم رحلات سياحية داخل المدن على خط سير محدد، يمر بأهم المعالم السياحية والتاريخية والتراثية، ويسهم في التسويق والتعريف بأهم مواقع الجذب السياحي، وكذلك تشجيع المواطنين والمقيمين والزوار على زيارة المواقع السياحية.
ويسهم المهرجان في تنشيط الحركة السياحية في العاصمة، وارتفاع نسبة الإشغال في فنادقها ووحداتها السكنية المفروشة.
وبدأت فكرة المهرجان الوطني للتراث والثقافة بصدور المرسوم الكريم في عام 1405هـ/ 1985م في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز؛ لينمو ويتزايد، ويصبح أحد مشاريعنا الوطنية في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، ويحظى بالرعاية والتوجيه من قِبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حتى نمت هذه الأفكار وأثمرت، وأنتجت من مختلف صنوف الثقافة والتراث العربي الأصيل والفنون الإبداعية؛ لتعرضها في قرية متكاملة على أرض الجنادرية «قرية التراث العربي السعودي»، التي تقع شمال شرق العاصمة الرياض، ويُعرض فيها الموروث الثقافي والمادي للإنسان السعودي، والأدوات التي كانوا يستخدمونها منذ عقود عديدة.
وتحاكي نشاطات الجنادرية حياة المواطن السعودي سابقًا، وتقدم نماذج لهذه الحياة البسيطة من خلال نماذج مصغرة لها، مثل: المزرعة، جلب المياه عن طريق السواني «القليب»، حرث الأرض بوسائل زراعية تقليدية ومدرسة الكتاتيب.
وتجسد القرية الشعبية نماذج استوحيت من البيئة القديمة للمجتمع السعودي، مثل السوق الشعبية، ومجموعة من المعارض التراثية ومعارض المقتنيات التي شاركت بها الهيئات الحكومية والقطاع الخاص.
وتقدم فرق الفنون الشعبية بمناطق المملكة المختلفة للجمهور في قاعة العروض طوال أيام المهرجان جملة من الفنون التي تشتهر بها المملكة.
واحة السياحة والتراث
وتُعد (واحة السياحة والتراث) أحد أبرز وأكبر أجنحة المهرجان.
وتقدم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال جناحها (واحة السياحة والتراث)، الذي تبلغ مساحته الإجمالية (3.040) مترًا مربعًا، العديد من الأنشطة والفعاليات والخدمات السياحية، والعروض المرئية والمجسمات والصور، وأيضًا العروض التراثية، وعروض الحرف اليدوية.
وتسهم الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني من خلال فروعها في المناطق في تنظيم رحلات سياحية لمهرجان الجنادرية من مناطق المملكة، ومن دول مجلس التعاون الخليجي، بالتعاون مع عدد من شركات الطيران ومنظمي الرحلات السياحية.
كما يتم تنظيم جولات سياحية من الرياض إلى (واحة السياحة والتراث) لحضور فعاليات المهرجان بالباص السياحي من خلال فرع الهيئة بمنطقة الرياض، بجانب تنظيم رحلات سياحية لضيوف المهرجان لأهم المواقع السياحية والتراثية بمنطقة الرياض بالتعاون مع منظمي الرحلات السياحية.
وعملت الهيئة على توفير مراكز وأجهزة المعلومات السياحية داخل المهرجان، والاستعانة بمرشدين سياحيين يوجدون في أجنحة المناطق لإبراز مقوماتها السياحية والثقافية والتراثية، إضافة إلى توزيع المطبوعات المتعلقة بالسياحة والتراث الوطني في المملكة.
ويضم الجناح هذا العام أكبر شاشة عرض فيلمي وشاشة سينمائية ثلاثية الأبعاد، وصالة عرض مغطاة، وقاعة العرض التلفزيوني، وقاعة العروض المرئية، والشاشات التفاعلية، وشاشات التواصل الاجتماعي، وشاشة العروض، بجانب قاعة لعرض الأفلام القصيرة الفائزة بمسابقة ألوان السعودية التي أنتجتها مواهب سعودية شابة عن مناطق المملكة.